فصل: النَّوع الثَّامن والخَمْسُون: النِّسَبُ الَّتي عَلَى خِلاف ظَاهِرهَا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تدريب الرَّاوي في شَرْح تَقْريب النَّواوى ***


النَّوع الخَّامسُ والخَمْسُون‏:‏ المُتَشَابه

يَتَركَّب من النَّوعين قبلهُ‏,‏ وللخَطِيب فيه كِتَابٌ‏,‏ وهُو أن يَتَّفق أسْمَاؤهما‏,‏ أو نَسَبُهما‏,‏ ويَخْتلف ويَأتلف ذلكَ في أبَويهِمَا أو عَكْسه‏,‏ كمُوسَى بن علي بالفتح كَثيرُون‏.‏

النَّوع الخامس والخَمْسُون‏:‏ المتشابه‏.‏

وهو نوع يتركَّب من النَّوعين اللَّذين قبلهُ‏,‏ وللخَطيب فيه كتابٌ سمَّاه «تلخيص المُتشابه» وهو من أحسن كُتبهِ‏.‏

وهو أن يتَّفق أسْمَاءهما‏,‏ أو نَسَبهما في اللَّفظ والخطِّ‏,‏ ويَفْترقَا في الشَّخص ويختلف ويأتلف ذلك في أسْمَاء أبويهما بأن يأتلفا خطًّا ويفترقا لفظًا أو عكسه بأن تأتلف أسماؤهما خطًّا‏,‏ ويختلفا لفظًا‏,‏ وتتفق أسماء أبويهما لفظًا وخطًّا‏,‏ أو نحو ذلك‏,‏ بأن يتَّفق الاسمان‏,‏ أو الكُنيتان لفظًا‏,‏ ويختلف نسبتهما نُطقًا‏,‏ أو يتفق النِّسبة لفظًا‏,‏ ويختلف الاسْمَان‏,‏ أو الكُنيتان وما أشبه ذلك‏.‏

كمُوسَى بن علي بالفتح للعين كثيرون في المتأخِّرين‏,‏ ليسَ في الكُتب السِّتة‏,‏ ولا في «تاريخ» البُخَاري‏,‏ وابن أبي حاتم‏,‏ وابن أبي خَيْثمة‏,‏ والحاكم‏,‏ وابن يُونس‏,‏ وأبي نُعيم‏,‏ و«ثقات» ابن حبَّان‏,‏ و«طبقات» ابن سعد‏,‏ و«كامل» ابن عَدي منهم أحد‏.‏

وفي «تاريخ بغداد» للخطيب منهم رَجُلان متأخِّران‏:‏

موسى بن علي أبو بَكْر الأحول البزَّار‏,‏ روى عن جعفر الفِرْيابي‏.‏

ومُوسى بن علي أبو عيسى الخُتْلي روى عنه ابن الأنْبَاري‏,‏ وابن مِقْسم‏.‏

وفي «تاريخ» ابن عساكر مُوسى بن علي أبو عِمْران الصَّقلي النَّحَوي‏,‏ روى عن أبي ذر الهَرَوي‏.‏

وذكر في «تلخيص المتشابه» رابعًا مُوسى بن علي القُرشي‏,‏ مجهول‏.‏

ومنهم‏:‏ مُوسى بن علي بن قدَّاح أبو الفَضْل بن الخيَّاط المُؤذِّن‏,‏ سمع منه ابن عَسَاكر وابن السَّمعاني‏.‏

ومُوسَى بن علي بن غالب الأموي الأنْدَلُسي‏.‏

وموسى بن علي بن عامر الحريري الإشبيلي النَّحَوي‏,‏ ذكرهما ابن الأبار‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ فهؤلاء المَذْكورون في تواريخ الإسلام من المشرق والمغرب إلى زَمَنِ ابن الصَّلاح‏,‏ لم يبلغُوا عشرة‏,‏ فوصف النَّووي لهم بأنَّهم كثيرون‏,‏ فيه تجوُّز‏.‏

وبضَمِّها‏:‏ مُوسَى بن عُلَيِّ بن رَبَاح المِصْري‏,‏ ومنهُم من فَتَحها‏,‏ وقِيلَ‏:‏ بالضمِّ لقَبٌ‏,‏ وبالفَتْح اسم‏.‏

وبضَمِّها مُوسى بن عُلَي بن رباح اللَّخمي المِصْري أميرُ مصر‏,‏ اشْتُهر بضمِّ العين‏.‏

ومنهُم من فَتَحها نقلهُ ابن سعد عن أهل مِصْر‏,‏ وصحَّحه البُخَاري وصاحب «المشارق»‏.‏

وقِيلَ‏:‏ بالضمِّ لقبٌ‏,‏ وبالفتح اسم قاله الدَّارقُطْني‏.‏

ورُوي عن موسى أنَّه قال‏:‏ اسمُ أبي عَلي‏,‏ ولكن بَنُو أمية قالوا‏:‏ عُلَي‏,‏ وفِيَّ حرج من قال‏:‏ عُلَيَّ‏.‏

وعنهُ أيضًا‏:‏ من قال‏:‏ مُوسَى بن عُلَيَّ‏,‏ لم أجعلهُ في حلٍّ‏.‏

وعن أبيه‏:‏ لا أجعل في حل أحد يُصغِّر اسْمِي‏.‏

قال أبو عبد الرَّحمن المُقْرئ‏:‏ كانت بَنُو أُمية إذا سمعُوا بمولود اسمهُ علي قتلوه‏,‏ فبلغ ذلك رباحًا‏,‏ فقال‏:‏ هو عُلَي‏.‏

وقال ابن حبَّان في «الثقات» كان أهل الشَّام يجعلون كل عَلِي عندهم عُليًّا لبُغْضهم عليًّا رضي الله عنه ومن أجله قيل لوالد مَسْلمة‏,‏ ولابن رَبَاح‏:‏ عُلي‏.‏

قلتُ‏:‏ ولمَّا وقع الاختلاف في والد مُوسى‏,‏ فيَنْبغي أن يُمثل بمثال غيره‏,‏ وذلك أيُّوب بن بَشِير‏,‏ وأيُّوب بن بُشَير‏.‏

الأوَّل أبوه مُكبَّر‏,‏ عجلي شامي‏,‏ روى عنه ثعلبة بن مسلم الخَثْعمي‏.‏

والثَّاني أبوه مُصغَّر‏,‏ عدوي بَصْري‏,‏ روى عنه أبو الحُسين خالد البَصْري‏,‏ وقتادة‏,‏ وغيرهما‏.‏

ومِنْ أمثلة عَكْسه‏:‏ سُرَيج بن النًُّعْمان‏,‏ وشُرَيح بن النُّعْمان‏,‏ وكلاهما مُصغَّر‏.‏

الأوَّل بالمهملة والجيم‏,‏ جده مروان اللؤلؤي البَغْدادي‏,‏ روى عنه البُخَاري‏.‏

والثَّاني بالمُعجمة والحاء المُهْملة الكوفي‏,‏ تابعي له في «السُّنن» الأربعة حديث واحد عن عليِّ بن أبي طالب‏.‏

وكمُحمَّد بن عبد الله المُخَرِّمي‏,‏ بضَمَّةٍ‏,‏ ثمَّ فَتْحةٍ‏,‏ ثمَّ كَسْرةٍ‏,‏ إلى مخرِّم بغداد‏,‏ مشهُورٌ‏,‏ ومحمَّد بن عبدُ الله المَخْرَمي‏,‏ إلى مَخْرمة‏,‏ غير مشهُور‏,‏ روى عن الشَّافعي‏.‏

وكَثَوْر بن يَزِيد‏,‏ الدِّيلي في «الصَّحيحين»، والأوَّل في «صحيح» مسلم خَاصَّة‏.‏

وكمُحمَّد بن عبد الله المُخَرمي بضَمَّة للميم ثمَّ فتحة للخاء المُعجمة ثمَّ كَسْرة للرَّاء المُشدَّدة نسبة إلى مخرم بغداد محلَّة بها مشهور جده المُبَارك‏,‏ ويكنى أبا جعفر القُرشي البَغْدادي الحافظ‏,‏ قاضي حلوان‏,‏ روى عنه البُخَاري وأبو داود‏.‏

ومحمَّد بن عبد الله المَخْرمي بفتح الميم وسُكون الخاء المُعْجمة المكي‏,‏ نسبة إلى مخرمة بن نوفل غير مشهُور‏,‏ روى عن الشَّافعي وعنه عبد العزيز بن زبالة‏.‏

وكَثَور بن يزيد الكَلاعي‏,‏ وثور بن زيد الدِّيلي روى عنهما مالك‏,‏ والثاني أخرج له في «الصحيحين»، والأول في «صحيح» مسلم خاصَّة‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ هذا وهمٌ‏,‏ بل في البُخَاري خاصة‏,‏ روى له في الأطعمة عن خالد بن مَعْدان عن أبي أُمَامة‏,‏ كان النَّبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع مائدته قال‏:‏ «الحَمدُ لله‏.‏‏.‏‏.‏» الحديث‏.‏ وثلاثة أحاديث أخَر‏.‏

وكأبي عَمرو الشَّيْبَاني التَّابعي بالمُعْجمة‏,‏ سَعْد بن إياس‏,‏ ومثلهُ اللَّغوي إسْحَاق بن مِرَار – كضِرَار‏,‏ وقِيلَ‏:‏ كغَزَال‏,‏ وقِيلَ‏:‏ كعَمَّار- وأبو عَمرو السَّيباني التَّابعي‏,‏ بالمُهْملة زُرْعَة‏,‏ والد يَحْيَى‏.‏

وكعَمرو بن زُرَارة‏,‏ بفتح العين جَمَاعة‏,‏ منهم شيخ مُسْلم أبو مُحمَّد النَّيْسابوري‏,‏ وبضمِّها معرُوف بالحَدثي‏.‏

وكأبي عَمرو الشَّيباني التَّابعي بالمُعجمة المفتوحة سعد بن إياس الكوفي‏,‏ مُخَضرم‏,‏ حديثه في الكتب الستة‏.‏

ومثله أبو عَمرو الشَّيباني اللَّغوي إسْحَاق بن مرار الكوفي‏,‏ نزيل بغداد‏,‏ وأبوه بكسر الميم والتخفيف كضرار قاله عبد الغني بن سعيد وقِيلَ ‏:‏ بفتحها كغزال قاله الدَّارقُطْني وقِيلَ ‏:‏ بالفتح وتشديد الراء كعمَّار له ذكر في «صحيح» مسلم بكنيته في تفسير حديث‏:‏ «أخْنَع اسم عندَ الله رَجُل تَسمَّى مَلك الأمْلاك»‏.‏

ولهم ثالثٌ أيضًا‏,‏ وهو‏:‏ أبو عَمرو الشَّيباني هارون بن عنترة بن عبد الرَّحمن الكُوفي‏,‏ من أتباع التَّابعين‏,‏ حديثه في «سنن» أبي داود والنَّسائي‏,‏ كنَّاه كذا يحيى بن سعيد‏,‏ وابن المَدِيني‏,‏ وأحمد‏,‏ والبُخَاري‏,‏ والنَّسائي‏,‏ وأبو أحمد الحاكم‏,‏ والخطيب‏,‏ وغيرهم‏,‏ وما اقتصر عليه المِزِّي من أن كُنيته أبو عبد الرَّحمن فوهم‏.‏ قاله العِرَاقي‏.‏

وأبو عَمرو السَّيباني التَّابعي بالمُهملة المفتوحة‏,‏ مُخضرم من أهل الشَّام اسمهُ زُرْعَة وهو عم الأوزاعي‏,‏ و والد يحيى له عند البُخَاري في كتاب «الأدب» حديث واحد موقوف على عقبة‏.‏

وكعَمرو بن زُرَارة‏,‏ بفتح العين جماعة ‏:‏

منهم شَيْخ مسلم أبو مُحمَّد النَيْسابوري روى عنه الشَّيخان‏.‏

وبضمها معروف بالحَدَثي قال الدَّارقُطْني‏:‏ نسبة إلى مدينة بالثَّغر يقال لها‏:‏ الحدث‏,‏ وقال أبو أحمد الحاكم‏:‏ إلى الحدثية‏,‏ روى عنه البَغَوي وغيره‏.‏

ومن أمثلته‏:‏ حنان الأسَدي‏,‏ وحيَّان الأسدي‏.‏

الأوَّل بفتح المُهملة وتَخْفيف النُّون‏,‏ من بني أسد بن شُريك‏,‏ بضمِّ الشِّين البَصْري‏,‏ روى عن أبي عُثْمان النَّهدي حديثًا مُرْسلا‏,‏ روى عنهُ حجَّاج الصوَّاف وهو عم مُسرهَّد والد مُسدَّد‏.‏

والثَّاني بتشديد التَّحتية ابن حُصين الكُوفي‏,‏ أبو الهَيَّاج‏,‏ تابعي أيضًا‏,‏ له في «صحيح» مسلم حديث عن علي في الجنائز‏.‏

وحيَّان الأسدي أبو النَّضر‏,‏ شَامي تَابعي أيضًا‏,‏ له في «صحيح» ابن حبَّان حديث عن واثلة‏.‏

وأبو الرِّجَال الأنْصَاري‏,‏ وأبو الرحَّال الأنصاري‏.‏

الأوَّل بكسر الرَّاء وتخفيف الجيم‏,‏ مُحمَّد بن عبد الرَّحمن‏,‏ مَدَني‏,‏ روى عن أُمِّه عمرة بنت عبد الرَّحمن‏,‏ حديثه في «الصَّحيحين»‏.‏

والثَّاني بفتح الرَّاء وتشديد المُهْملة‏,‏ مُحمَّد بن خالد‏,‏ بَصْري له عند التِّرمذي حديث واحد عن أنس‏,‏ وهو ضعيف‏.‏

وابن عُفَير المِصْري‏,‏ وابن غُفَير المِصْري‏,‏ كلاهما مُصغَّر‏.‏

الأوَّل بالمُهملة‏,‏ سعيد بن كثير بن عُفير أبو عُثْمان‏,‏ روى عنه البُخَاري‏.‏

والثَّاني بالمُعْجمة اسمهُ الحُسين‏,‏ متروك‏.‏

النَّوع السَّادس والخَمْسُون‏:‏ المُتشَابهون في الاسْمِ والنَّسب المُتَمَايزون بالتَّقديم والتَّأخير

كيَزِيد بن الأسْودِ الصَّحَابي الخُزَاعي والجُرَشي المُخَضْرم المُشْتهر بالصَّلاح‏,‏ وهو الَّذي اسْتَسْقَى به مُعَاوية‏,‏ والأسْوَد بن يزيد النَّخعي التَّابعي الفَاضل‏.‏

وكالوَليدِ بن مُسْلم التَّابعي البَصْري‏,‏ والمَشْهُور الدِّمشقي صاحب الأوْزَاعي‏,‏ ومُسْلم بن الوَلِيد بن رَبَاح المَدَني‏.‏

النَّوع السَّادس والخَمْسُون ‏:‏ المُشتبه المقلوب‏.‏

وهو مِمَّا يقع فيه الاشتباه في الذِّهن لا في الخط‏,‏ والمُراد بذلك الرُّواة المُتشابهون في الاسم والنَّسب‏,‏ المتمايزون بالتقديم والتأخير بأن يكون اسم أحد الراويين‏,‏ كاسم أبي الآخر خطًّا ولفظًا‏,‏ واسم الآخر كاسم أبي الأوَّل‏,‏ فينقلب على بعض أهل الحديث‏.‏

كما انقلبَ على البُخَاري ترجمة مسلم بن الوليد المَدَني‏,‏ فجعله الوليد بن مسلم‏,‏ كالوليد بن مسلم الدِّمشقي‏,‏ وخطَّأهُ في ذلك ابن أبي حاتم في كتاب له في خطأ البُخَاري في «تاريخه»، حكاية عن أبيه‏.‏

وصنَّف الخَطِيب في هذا النَّوع كتابًا سمَّاه «رفع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب»‏.‏

كيزيد بن الأسود الصَّحابي الخُزَاعي له في «السُّنن» حديث واحد قال ابن حبَّان‏:‏ عِدَاده في أهل مَكَّة وقال المِزِّي‏:‏ في الكوفيين‏.‏

و يزيد بن الأسود الجرشي التَّابعي المُخضرم المُشتهر بالصَّلاح يُكنى أبا الأسود‏,‏ سكن الشَّام وهو الَّذي استسقى به مُعاوية فسقُوا للوقت حتَّى كادوا لا يبلغون مََنازلهم‏.‏

والأسود بن يزيد النَّخعي التَّابعي الكبير الفاضل حديثه في الكتب الستة‏.‏

وكالوليد بن مسلم التَّابعي البصري روى عن جندب بن عبد الله‏.‏

و الوليد بن مسلم المشهور الدِّمشقي‏,‏ صاحب الأوزاعي روى عنه أحمد والناس‏.‏

ومسلم بن الوليد بن رباح المَدَني روى عن أبيه وعنه الدَّراوردي‏,‏ وانقلب اسمه على البُخَاري كما تقدَّم‏.‏

النَّوع السَّابع والخَمْسُون‏:‏ مَعْرفةُ المَنْسُوبين إلى غَيْرِ آبَائهم

وهُمْ أقْسَامٌ‏:‏ الأوَّل‏:‏ إلى أُمِّه‏,‏ كمُعَاذ‏,‏ ومُعَوِّذ‏,‏ وعَوْذ – ويُقال‏:‏ عَوْف- بَنِي عَفْراء‏,‏ وأبُوهُم الحَارثُ‏.‏ وبلال بن حَمَامة‏,‏ أبوه رَبَاح‏.‏ سُهَيل‏,‏ وسَهْل‏,‏ وصَفْوان‏,‏ بَنُو بَيْضاء‏,‏ أبُوهم وَهْبٌ‏.‏ شُرَحبيل بن حَسَنة‏,‏ أبوهُ عبدُ الله بن المُطَاع‏.‏

النَّوع السَّابع والخَمْسُون‏:‏ معرفة المَنْسوبين إلى غير آبائهم‏.‏

وفائدة هذا النَّوع دفع توهم التعدد عند نسبتهم إلى آبائهم وهم أقسام ‏:‏

الأوَّل ‏:‏ من نسبهُ إلى أُمِّه‏,‏ كمُعاذ‏,‏ ومعوِّذ‏,‏ وعوذ ويقال‏:‏ عوف بالفاء بني عَفْراء بنت عُبيد بن ثَعْلبة من بني النجَّار وأبوهم الحارث بن رِفَاعة بن الحارث من بني النجَّار أيضًا‏.‏

وشهد بنو عفراء بدرًا‏,‏ فقتل بها مُعوذ وعوف‏,‏ وبقي مُعاذ إلى زمن عُثْمان وقِيلَ‏:‏ إلى زمن علي‏,‏ فتوفَّى بصفين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ جُرح ببدر أيضًا‏,‏ فرجع إلى المدينة فمات بها‏.‏

وبلال بن حمامة الحَبَشي المؤذِّن أبوه رباح‏.‏

سُهيل‏,‏ وسَهْل‏,‏ وصَفوان‏,‏ بَنُو بَيْضَاء أبوهم وهب بن رَبِيعة بن عَمرو بن عامر القُرَشي الفِهْري‏,‏ واسم بيضاء دعد‏.‏

قال سُفْيان بن عُيَينة‏:‏ أكبر أصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم في السِّن أبو بَكْر‏,‏ وسُهيل بن بَيْضاء‏,‏ مات سُهيل وسَهْل في حياته صلى الله عليه وسلم، وصلَّى عليهما في المسجد كما في «صحيح» مسلم عن عائشة‏,‏ وكانت وفاة سُهيل سَنَة تسع‏.‏

شُرحبيل بن حَسَنة‏,‏ أبو عبد الله بن المُطَاع الكندي‏,‏ وحسنة مولاة لمَعْمر الجُمَحي‏.‏

وما ذكرهُ المُصنِّف كابن الصَّلاح من أنَّها أُمه‏,‏ جزمَ به غير واحد‏,‏ وقال الزُّبَير بن بَكَّار‏:‏ لَيْست أُمه‏,‏ وإنَّما تبنته‏.‏

ابنُ بُحَينةَ‏,‏ أبوه مَالك‏.‏ مُحمَّد بن الحَنفية‏,‏ أبوهُ عَليِّ بن أبي طَالب‏.‏ إسْمَاعيل بن عُلَية‏,‏ أبوهُ إبْرَاهيم‏.‏

الثَّاني‏:‏ إلى جَدَّته‏,‏ كيَعْلَى بن مُنية‏,‏ كرُكْبة‏,‏ هي أُم أبيه‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أُمه‏.‏

عبد الله ابن بُحينة‏,‏ أبوه مالك بن القشب الأزْدي الأسدي‏,‏ وهؤلاء صحابة‏.‏

ومن التَّابعين فمن بعدهم‏:‏ مُحمَّد بن الحنفية‏,‏ أبوه علي بن أبي طالب واسم أُمه خولة‏,‏ من بني حنيفة‏.‏

إسماعيل بن عُلَية‏,‏ أبوه إبْرَاهيم وعُلية أُمه بنت حسَّان مولاة بني شيبان‏,‏ وزعم علي بن حُجْر‏:‏ أنَّها ليست أُمه بل جدته أم أمه‏.‏

وقد صنَّف في هذا القسم الحافظ علاء الدِّين مَغْلطاي تصنيفًا حسنًا في ثلاث وستين ورقة‏,‏ وذكر المُصنِّف في «تهذيبه» أنَّه ألَّف فيه جُزءا‏,‏ ولم نقف عليه‏.‏

الثَّاني ‏:‏ من نُسب إلى جدَّته دُنيا أو عُليا‏:‏

كيَعلَى بن مُنيَّة بضمِّ الميم وسُكون النون وتخفيف التحتية كركبة صَحَابي مشهور هي أم أبيه قاله الزُّبَير بن بكَّار وابن ماكولا وقِيلَ‏:‏ أمه

هو من زوائد المُصنِّف‏,‏ وعُزي للجمهُور‏,‏ والبُخَاري‏,‏ وابن المَدِيني‏,‏ والقَعْنبي‏,‏ ويعقوب بن شَيْبة‏,‏ وابن جرير‏,‏ وابن قانع‏,‏ والطَّبراني‏,‏ وابن حبَّان‏,‏ وابن منده‏,‏ وآخرين‏,‏ ورجَّحه المِزِّي وابن عبد البر‏.‏

وقال ابن وضَّاح‏:‏ أبوه‏,‏ ووهَّموه‏,‏ وهي بنت الحارث بن جابر‏,‏ قاله ابن ماكولا‏.‏

وقال الطَّبري‏:‏ بنت جابر‏,‏ عمَّة عُتبة بن غزوان‏.‏

وقال الدَّارقُطْني‏:‏ بنت غزوان أخت عتبة‏,‏ ورجَّحه المِزِّي‏,‏ وأبوه أمية بن أبي عبيد‏.‏

بَشيرُ بن الخَصَاصية بِتَخْفيف اليَاء‏,‏ هِيَ أُم الثَّالث من أجْدَادهِ‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أُمُّه‏,‏ أبوهُ مَعْبدٌ‏.‏

الثَّالث‏:‏ إلى جَدِّهِ‏,‏ أبو عُبَيدة بن الجرَّاح رضي الله عنه عَامِر بن عبدُ الله بن الجَرَّاح‏.‏ حَمَلُ بن النَّابِغَة‏,‏ هو ابن مَالكِ بن النَّابِغَة‏,‏ مُجَمَّع بالفَتْحِ والكَسْرِ ابن جَاريَةَ بالجِيم‏,‏ هو ابنُ يَزِيدَ بن جَارِيةَ‏.‏

بَشِير بن الخَصَاصية بتخفيف الياء صَحَابي مشهُور هي أُم الثَّالث من أجداده أي‏:‏ ضباري الآتي وقِيلَ‏:‏ أمه واسمها كَبْشة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ مَارية بنت عَمرو بن الحارث الغطريف‏,‏ أبوه معبد وقِيلَ‏:‏ نذير‏,‏ وقِيلَ‏:‏ يزيد‏,‏ وقِيلَ‏:‏ شَرَاحيل بن سبع بن ضباري بن سدود بن شيبان بن ذهل‏.‏

ومن ذلك من المُتأخِّرين‏:‏ عبد الوهَّاب بن سُكينة‏,‏ هي أم أبيه‏,‏ وأبُوه علي بن علي‏.‏ وابن تَيْمية‏,‏ هي جدَّة عُليا من وادي التيم‏.‏

الثَّالث‏:‏ من نُسبَ إلى جدِّه منهم‏:‏

أبو عُبيدة بن الجَرَّاح رضي الله عنه‏,‏ عامر بن عبدُ الله بن الجَرَّاح‏.‏

حَمَل بالحَاء المُهملة والميم المَفْتوحتين ابن النَّابغة هو‏:‏ حَمَل بن مالك بن النابغة بن جارية بن ربيعة الهُذَلي أبو نَضْلة‏,‏ له رواية‏,‏ عاشَ إلى خِلافة عُمر‏.‏

وفي الصَّحَابة أيضًا‏:‏ حَمَل بن سَعْدَانة الكَلْبي‏,‏ من أهل دَوْمة الجَنْدل‏,‏ لا ثالثَ لهُمَا في الاسم‏.‏

مُجَمِّع بالفتح والكسر ابن جَارية‏,‏ بالجيم والتحتية هو ابن يزيد بن جارية هؤلاء صحابة‏.‏

ابنُ جُرَيج‏:‏ عبدُ المَلكِ بن عبد العَزِيز بن جُرَيج‏.‏ بَنُو المَاجِشُون‏,‏ بكسر الجيم وضَمِّ الشِّين‏,‏ منهُم‏:‏ يُوسفُ بن يَعْقُوب بن أبي سَلَمة المَاجِشُون‏,‏ هو لقَبُ يَعْقُوب جَرَى على بَنيهِ وبَنِي أخيهِ عبدُ الله بن أبي سَلَمة المَاجِشُون‏,‏ ومَعْناهُ الأبْيَض والأحْمَر‏.‏ ابنُ أبي لَيْلَى الفَقيه‏:‏ مُحمَّد بن عبد الرَّحمن بن أبي لَيْلَى‏.‏ ابنُ أبي مُلَيْكَة‏:‏ عبدُ الله بن عبيد الله بن أبي مُلَيكة‏.‏ أحمدُ بن حَنْبل‏,‏ هو ابنُ مُحمَّد بن حَنْبل‏.‏ بَنُو أبي شَيْبة‏:‏ أبو بَكْر وعُثمان والقَاسمُ بنو مُحمَّد بن أبي شَيْبة‏.‏

الرَّابع‏:‏ إلى أجْنَبي لسَببٍ‏,‏ كالمِقْداد بن عَمرو الكِنْدي‏,‏ يُقَال له‏:‏ ابنُ الأسْوَد‏,‏ لأنَّه كانَ في حِجْر الأسْوَدِ بن عَبْد يَغُوث فتبنَّاه‏,‏ والحَسنُ بن دينَارٍ هو زَوْجُ أُمِّه‏,‏ وأبُوهُ واصِلٌ‏.‏

ابن جُرَيج‏:‏ عبد الملك بن عبد العَزيز بن جُرَيج‏.‏

بَنُو المَاجِشُون بكسر الجيم وضم الشين المُعجمة منهم‏:‏ يُوسف بن يعقوب بن أبي سَلَمة المَاجِشُون‏,‏ هو لقب يعقوب‏,‏ جرى على بنيه وبني أخيه عبدُ الله بن أبي سَلَمة‏,‏ ومعناهُ بالفارسية الأبيض والأحْمَر‏.‏

ابن أبي ليلى الفَقِيه‏:‏ مُحمَّد بن عبد الرَّحمن بن أبي لَيْلَى‏.‏

ابن أبي مليكة‏:‏ عبدُ الله بن عُبيد الله بن أبي مُليكة‏.‏

أحمد بن حنبل‏,‏ هو ابن مُحمَّد بن حَنْبل‏.‏

بَنُو أبي شَيْبة‏:‏ أبو بَكْر وعُثمان الحافظان والقاسم بَنُو مُحمَّد بن أبي شَيْبة إبْرَاهيم بن عُثْمان الواسطي‏.‏

الرَّابع ‏:‏ من نُسب إلى أجنبي لسبب ‏:‏

كالمِقْداد بن عَمرو بن ثَعْلبة الكِنْدي‏,‏ يُقال له‏:‏ ابن الأسْود‏,‏ لأنَّه كان في حِجْر الأسْود بن عَبْد يَغُوث فتبناه فنُسبَ إليه‏.‏

الحَسَن بن دينار أحدُ الضُّعفاء هو زَوْج أُمِّه‏,‏ وأبوه واصل‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ وكأنَّ هذا خفي على ابن أبي حاتم حيث قال‏:‏ هو الحسن بن دينار بن واصل‏,‏ فجعل واصلاً جده‏.‏

وقال العِرَاقي‏:‏ جعلَ بعضهم دينارًا جده‏,‏ وأبَاهُ واصلاً‏.‏

النَّوع الثَّامن والخَمْسُون‏:‏ النِّسَبُ الَّتي عَلَى خِلاف ظَاهِرهَا

أبُو مَسْعُود البَدْريُّ‏:‏ لَمْ يَشْهَدها في قَوْلِ الأكْثَرين‏,‏ بَلْ نَزَلها‏.‏

سُلَيمان التَّيْمي‏,‏ نزلَ فيهم‏,‏ ليسَ منهُم‏.‏

أبو خَالد الدَّالاني‏,‏ نَزَلَ في بَنِي دَالانَ بَطْن مِنْ هَمَدان‏,‏ وهُو أسَدِي مَوْلاهُم‏.‏

النَّوع الثَّامن والخَمْسُون‏:‏ النِّسب الَّتي على خلاف ظاهرها‏.‏

قد يُنْسب الرَّاوي إلى نِسْبة من مكان‏,‏ أو وقعة به‏,‏ أو قَبِيلة‏,‏ أو صَنْعة‏,‏ وليسَ الظَّاهر الَّذي يَسْبق إلى الفَهْم من تلكَ النِّسبة مرادًا‏,‏ بل لعارض عرضَ من نُزوله ذلكَ المكان‏,‏ أو تلك القَبِيلة‏,‏ ونحو ذلك‏.‏

من ذلك‏:‏ أبو مَسْعُود عُقبة بن عَمرو الأنْصَاري الخَزْرجي البَدْري‏,‏ لم يشهدها أي‏:‏ بدرًا في قول الأكثرين منهم‏:‏ الزُّهْري‏,‏ وابن إسْحَاق‏,‏ والواقدي‏,‏ وابن سعد‏,‏ وابن مَعِين‏,‏ والحَرْبي‏,‏ وابن عبد البر‏,‏ بل نزلها‏.‏

وقال الحربي‏:‏ سَكَنها‏.‏

وقال البُخَاري‏:‏ شهدها‏,‏ واختارهُ أبو عُبيد القاسم بن سلام‏,‏ وجزمَ به الكلبي‏,‏ ومُسْلم في «الكنى» وآخرون‏.‏

سُليمان بن طَرْخان التيمي أبو المُعتمر نزل فيهم أي‏:‏ في بني تيم ليس منهم‏.‏

أبو خالد الدَّالاني‏,‏ نزلَ في بَنِي دَالان بَطْن من هَمَدان‏,‏ وهُو أسَدي‏,‏ مولاهم‏.‏

إبْرَاهيمُ الخُوزيُّ‏,‏ بضمِّ المُعْجمة‏,‏ وبالزَّاي‏,‏ ليسَ من الخُوزِ‏,‏ بَلْ نَزَلَ شِعْبهُم بمكَّة‏.‏

عبدُ المَلك العَرْزميُّ‏,‏ نزلَ جَبَّانةَ عَرْزَم‏,‏ قَبيلة مِنْ فَزَارَة بالكُوفة‏.‏

مُحمَّد بن سِنَان العَوَقي بفَتْحها‏,‏ وبالقَاف‏,‏ بَاهِليٌّ نَزلَ في العَوَقة‏,‏ بَطْنٌ من عبد القَيْس‏.‏

أحمدُ بن يُوسف السُّلَميُّ‏,‏ عنهُ مُسْلم‏,‏ هو أزْديٌّ‏,‏ وكَانت أُمُّه سُلَميةً‏.‏ وأبو عَمْرو بن نُجَيد السُّلَمي كذلك‏,‏ فإنَّه حافدُهُ‏,‏ وأبو عبد الرَّحمن السُّلَمي الصُّوفي كذلك‏,‏ فإنَّ جدهُ ابنُ عمِّ أحمد بن يُوسف‏,‏ كانَتْ أُمُّه بنتُ أبي عَمرو المَذْكُور‏.‏

مِقْسمٌ مَوْلَى ابن عبَّاس‏,‏ هو مَوْلَى عبدُ الله بن الحَارث‏,‏ قيل‏:‏ مَوْلَى ابن عبَّاس للزُومهِ إيَّاهُ‏.‏

يَزِيد الفَقِير‏,‏ أُصيب في فَقَار ظَهْره‏.‏

خَالد الحَذَّاء‏,‏ لم يَكُن حَذَّاء‏,‏ وكانَ يَجْلس فيهم‏.‏

إبْرَاهيم بن يزيد الخُوزي‏,‏ بضمِّ المُعجمة وبالزَّاي‏,‏ ليسَ من الخُوز‏,‏ بل نَزلَ شِعْبهم بمكَّة‏.‏

عبد الملك بن أبي سُليمان العَرْزمي‏,‏ نزلَ جبَّانة عَرْزم وهي قَبِيلة من فزَارة بالكوفة فنُسب إليهم‏.‏

مُحمَّد بن سِنَان العَوَقي بفتحها أي الواو وبالقاف باهلي‏,‏ نزلَ في العَوَقة بطنٌ من عبد القيس فنسب إليهم‏.‏

أحمد بن يُوسف السُّلَمي الَّذي روى عنه مُسلم‏,‏ هو أزدي‏,‏ وكانت أُمه سُلَمية فنُسب إليهم‏.‏

وأبو عَمرو بن نُجَيد كذلك‏,‏ فإنَّه حافده أي‏:‏ ولد ولده‏.‏

وأبو عبد الرَّحمن السُّلَمي الصُّوفي كذلك‏,‏ فإنَّ جده ابن عم أحمد بن يوسف‏,‏ كانت أُمه بنت أبي عَمرو بن نُجَيد المذكُور‏.‏

مِقْسم مولى ابن عبَّاس‏,‏ هو مولى عبد الله بن الحارث‏,‏ قيلَ له‏:‏ مَوْلَى ابن عبَّاس للزُومه إيَّاه‏.‏

يزيد الفَقِير‏,‏ أُصيب في فَقَاز ظَهْره وكان يَشْكُو منه‏,‏ فقيل له ذلك‏.‏

خالد بن مهران الحَذَّاء لم يكن حذَّاء‏,‏ وكان يَجْلس فيهم فقيل له ذلك‏,‏ وقِيلَ‏:‏ كان يقول‏:‏ احذ على هذا النحو‏,‏ فلقِّب بذلك‏.‏

النَّوع التَّاسع والخَمْسُون‏:‏ المُبْهمات

صَنَّف فيهِ عبدُ الغَني‏,‏ ثُمَّ الخَطِيب‏,‏ ثُمَّ غيرهُمَا‏,‏ وقَدْ اخْتَصَرتُ أنَا كتَاب الخَطِيب وهذَّبته ورَتَّبته تَرْتيبًا حَسَنًا‏,‏ وضَممتُ إليه نَفَائس‏.‏

النَّوع التاسع والخَمْسُون‏:‏ المُبْهمات‏.‏

أي‏:‏ معرفة من أُبهم ذكرهُ في المَتْن أو الإسْنَاد من الرِّجَال والنِّساء‏.‏

صنَّف فيه الحافظ عبد الغَنِي بن سعيد المِصْري ثُمَّ الخَطِيب فذكر في كِتَابه مئة وأحدًا وسبعين حديثًا‏,‏ ورتَّب كِتَابه على الحُروف في الشَّخص المُبْهم‏,‏ وفي تَحْصيل الفَائدة منهُ عُسر‏,‏ فإنَّ العارف باسم المُبهم لا يحتاج إلى الكَشْف عنهُ والجَاهلُ به لا يَدْري مظنَّته‏.‏

ثمَّ غيرهما كأبي القَاسم بن بَشْكوال‏,‏ وهو أكبر كِتَاب في هذا النَّوع وأنْفَسهُ‏,‏ جمعَ فيه ثلاث مئة وأحدًا وعشرين حديثا‏,‏ لكنَّه غير مُرتَّب‏,‏ وكأبي الفَضْل ابن طاهر‏,‏ ولكنَّه جمع فيه ما ليسَ من شَرْط المُبْهمات‏.‏

قال المُصنِّف‏:‏ وقد اختصرتُ أنا كتاب الخطيب‏,‏ وهذَّبته ورتَّبته ترتيبًا حسنًا على الحُروف في راوي الحديث‏,‏ وهو أسهل للكشف وضممتُ إليه نفائس أُخر زيادة عليه‏.‏

ومع ذلك فالكَشْف منهُ قد يَصْعُب‏,‏ لعدم اختصار اسم صحابي ذلك الحديث‏,‏ وفاته أيضًا الجم الغفير‏.‏

فجمعَ الشَّيخ ولي الدِّين العِرَاقي في ذلك كتابًا سمَّاه «المُسْتفاد من مُبْهمات المتن والإسناد» جمعَ فيه كتاب الخَطِيب وابن بَشْكوال والمُصنِّف‏,‏ مع زِيادات أُخر‏,‏ ورتَّبه على الأبواب‏,‏ وهو أحسن ما صُنَّف في هذا النَّوع‏.‏

ومن النَّاس من أفرد لمُبْهماته كتاب مَخْصوص‏,‏ كشيخ الإسْلام في «مُقدمة شرح البخاري» عقد فيها فصلاً لمبهماته استوعبت ما وقع فيه‏.‏

قال الشَّيْخ ولي الدين‏:‏ ومن فوائد تبيين الأسماء المُبْهمة‏:‏ تحقيق الشَّيء على ما هو عليه‏,‏ فإن النَّفس متشوقة إليه‏.‏

وأن يَكُون في الحديث منقبة له‏,‏ فتُسْتفاد بمعرفة فضيلته‏.‏

وأن يَشْتمل على نسبة فعل غير مناسب‏,‏ فيحصل بتعيينه السَّلامة من جولان الظَّن في غيره من أفاضل الصَّحَابة‏,‏ وخُصوصًا إذا كان ذلك من المُنافقين‏.‏

وأن يَكُون سائلاً عن حُكم عارضه حديث آخر‏,‏ فيُسْتفاد بمعرفته‏,‏ هل هو ناسخ أو مَنْسوخ‏,‏ إن عرف زمن إسلامه‏.‏

وإن كان المُبْهم في الإسْنَاد‏,‏ فمَعْرفته تُفيد ثقته أو ضعفه‏,‏ ليُحْكم للحديث بالصحَّة أو غيرها‏.‏

ويُعْرف بورُودهِ مُسَمَّى في بعض الرِّوَايات‏.‏

وهُو أقْسَامٌ‏:‏ أبْهَمها رَجُلٌ أو امْرَأةٌ‏,‏ كحديث ابن عبَّاس‏:‏ أنَّ رَجُلاً قال‏:‏ يا رَسُول الله الحَجُّ كلَّ عَام‏؟‏ هُو الأقْرَع بن حَابِس‏.‏

ويُعرف المُبْهم بورُوده مُسمَّى في بعض الرِّوايات وذلك واضح وبتَنْصيص أهل السِّير على كثير منهم‏,‏ وربَّما استدلُّوا بورود حديث آخر أسند فيه لمُعين ما أسند لذلك الرَّاوي المُبهم في ذلك‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ وفيه نَظَر لجَوَاز وقُوع تلك الواقعة لاثنين‏.‏

وهو أقسام ‏:‏ الأوَّل‏:‏ وهو أبهمها رجل‏,‏ وامرأة أو رجلان‏,‏ أو امرأتان‏,‏ أو رجال‏,‏ أو نساء‏.‏

كحديث ابن عبَّاس‏:‏ أنَّ رَجُلاً قال‏:‏ يا رَسُول الله الحجُّ كلِّ عام‏؟‏ هو الأقرع بن حابس بن عقال‏,‏ قاله الخَطِيب‏.‏

واقتصر عليه المُصنِّف في كتاب «المُبْهمات» وكذا سُمِّي في «مسند» أحمد وغيره‏.‏

وقِيلَ‏:‏ هو سُراقة بن مالك‏,‏ كذا في حديث سُفْيان من رواية ابن المُقرئ‏.‏

وقِيلَ‏:‏ عُكاشة بن محصن‏,‏ قاله ابن السَّكن‏.‏

وحديث‏:‏ أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم رأى رَجُلا قائمًا في الشَّمس‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏ قال الخَطِيب‏:‏ هو أبو إسرائيل قَيْصر العَامري‏.‏

قال عبد الغني‏:‏ ليسَ في الصَّحَابة رضي الله عنهم من يُشَاركه في اسمه وكنيته‏,‏ ولا يُعرف إلاَّ في هذا الحديث‏.‏

ومن ذلك في الإسناد‏,‏ ما رواه أبو داود من طريق حجَّاج بن فُرَافصة‏,‏ عن رَجُل‏,‏ عن أبي سَلَمة‏,‏ عن أبي هُرَيرة‏:‏ «المُؤمنُ غرٌّ كَريم‏.‏‏.‏‏.‏»‏.‏

يُحتمل أنَّ هذا الرَّجُل‏:‏ يَحْيى بن أبي كثير‏,‏ فقد رواه أبو داود والتِّرمذي من حديث بِشْر بن رافع عنه‏,‏ عن أبي سَلَمة‏,‏ عن أبي هُرَيرة‏.‏

وحَديث السَّائلة عن غُسْل الحَيْض‏,‏ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ «خُذِي فِرْصَةً‏.‏‏.‏‏.‏» هي أسْمَاء بنت يزيد بن السَّكن‏,‏ وفي رِوَاية لمُسْلم‏:‏ أسْمَاء بنت شَكَل‏.‏

وحديث السَّائلة عن غُسْل الحيض‏,‏ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ «خُذي فرصة مِنْ مِسْك فتَطَهري بها‏.‏‏.‏‏.‏» الحديث‏.‏

رواه الشَّيخان من رواية منصور بن صَفية عن أُمه‏,‏ عن عائشة‏:‏ أنَّ امرأة سَألت النَّبي صلى الله عليه وسلم عن غُسْلها من الحيض‏,‏ فذكره‏.‏

هي أسْماء بنت يزيد بن السَّكن الأنْصَارية‏,‏ قاله الخَطِيب وغيره‏.‏

وفي رواية لمسلم‏:‏ أسْمَاء بنت شَكَل بفتح المعجمة والكاف‏,‏ وقِيلَ‏:‏ بسكون الكاف‏.‏

قال المُصنِّف في «مبهماته»‏:‏ فيُحتمل أن تَكُون القِصَّة جرت للمرأتين في مَجْلس أو مَجْلسين‏.‏

وحديث البُخَاري عن عائشة أيضًا‏:‏ دخلَ النَّبي صلى الله عليه وسلم، فرأى امْرأة‏,‏ فقال‏:‏ «مَنْ هذه‏؟‏» فقلت‏:‏ فُلانة لا تَنَام‏,‏ فقال‏:‏ «مَهْ‏.‏‏.‏‏.‏» الحديث‏.‏

قال الخَطِيب‏:‏ هي الحَوْلاء بنت تُويت بن حبيب بن أسد بن عبد العُزَّى‏,‏ وذلك مُصرَّح به عند مسلم‏.‏

وحديثه في ليلة القدر‏:‏ «فَتَلاحى رَجُلان‏.‏‏.‏‏.‏»‏.‏

هُمَا‏:‏ كعب بن مالك‏,‏ وعبد الله بن أبي حَدْرد‏,‏ قاله ابن دحية‏.‏

وحديث أبي هُرَيرة‏:‏ أنَّ امرأتين من هُذَيل اقْتَتلتَا‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

اسمُ الضَّاربة أُم عفيف بنت مسروح‏,‏ وذات الجنين مُليكة بنت عُويمر‏,‏ وقِيلَ‏:‏ عويم‏.‏

وحديث‏:‏ إنَّ عُبَادة بن الصَّامت‏,‏ وهُو أحد النُّقباء ليلة العقبة‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

بقية النُّقَباء‏:‏ أسعد بن زُرَازة‏,‏ وسعد بن الرَّبيع‏,‏ وسعد بن خَيْثمة‏,‏ وسعد بن عُبَادة‏,‏ والمُنْذر بن عَمرو‏,‏ وعبد الله بن رَوَاحة‏,‏ والبَرَاء بن مَعْرُور‏,‏ وأبو الهَيْثم بن التَّيهان‏,‏ وأُسَيد بن حُضَير‏,‏ وعبد الله بن عَمرو بن حَرَام‏,‏ ورافع بن مالك‏.‏

وحديث أُم زَرْع بِطُوله‏.‏

الأولى والتَّاسعة لم يُسَميا‏,‏ والثَّانية‏:‏ عَمْرة بنت عَمرو‏,‏ والثَّالثة‏:‏ حبي بنت كعب‏,‏ والرَّابعة‏:‏ مهدد بنت أبي هرمة‏,‏ والخامسة‏:‏ كَبْشة‏,‏ والسَّادسة‏:‏ هِنْد‏,‏ والسَّابعة حبي بنت عَلْقمة‏,‏ والثَّامنة دَوْس بنت عبد- ويُروى أسماء بنت عبد – والعاشرة‏:‏ كَبْشة بنت الأرْقم‏,‏ والحَادية عَشْرة‏:‏ أُم زَرْع بنت أكميل بن سَاعدة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ عاتكة‏.‏

الثَّاني‏:‏ الابنُ والبِنتُ‏,‏ كحَدِيث أُم عَطِيةَ في غَسْل بنت النَّبي صلى الله عليه وسلم بمَاء وسِدْر‏.‏ هِيَ‏:‏ زَيْنب رضي الله تعالى عَنْها‏.‏

ابن اللُّتْبية‏:‏ عبد الله‏,‏ إلى بَنِي لُتْب‏,‏ بإسكان التَّاء‏,‏ وقِيلَ‏:‏ الأتبية‏,‏ ولا يصح‏.‏

ابن أُمِّ مَكْتُوم‏:‏ عبدُ الله‏,‏ وقِيلَ‏:‏ عَمرو‏,‏ وقِيلَ غيره‏,‏ واسْمُها عَاتكة‏.‏

الثَّاني‏:‏ الابن والبنت والأخ والأخت‏,‏ والابنان والأخوان‏,‏ وابن الأخ وابن الأخت‏.‏

كحديث أُمِّ عَطِية في غَسْل بنت النَّبي صلى الله عليه وسلم بمَاء وسِدْر‏.‏ وهي زينب رضي الله تعالى عنها زَوْجة أبي العَاص بن الرَّبيع‏.‏

ابن اللُّتْبية الَّذي اسْتَعمله النَّبي صلى الله عليه وسلم على الصَّدقة‏,‏ فقال‏:‏ هذا لَكُم‏,‏ وهذا لي‏.‏ اسمه عبد الله كما في «صحيح» البُخَاري‏,‏ وهذه النِّسبة إلى بني لُتب بإسكان التاء الفوقية وضم اللام‏,‏ بطنٌ من الأزد وقِيلَ‏:‏ فيه‏:‏ ابن الأتبية بالهمزة ولا يصح‏.‏

ابن أم مكتوم تكرر في الأحاديث‏,‏ اسمه عبد الله بن زائدة‏,‏ قاله قَتَادة‏,‏ ورجَّحهُ البُخَاري وابن حبَّان‏.‏

وقِيلَ‏:‏ عَمرو بن قَيْس‏,‏ حكاهُ ابن عبد البر عن الجمهور‏,‏ منهم‏:‏ الزُّهْري‏,‏ وابن إسْحَاق‏,‏ ومُوسى بن عقبة‏,‏ والزُّبير بن بكَّار‏,‏ وأحمد بن حَنْبل‏,‏ ورجَّحه ابن عَسَاكر والمِزِّي‏,‏ وجعل زائدة جده‏.‏

قال ابن حبَّان وغيره‏:‏ من قال‏:‏ ابن زائدة‏,‏ فقد نسبهُ إلى جده‏.‏

وقِيلَ غيره فقيلَ‏:‏ عبد الله بن شُرَيح بن قيس بن زائدة‏,‏ واختاره ابن أبي حاتم‏,‏ وحكاهُ عن ابن المَدِيني‏,‏ والحُسَين بن واقد‏.‏

وقِيلَ‏:‏ عبد الله بن عَمرو بن شُرَيح بن قيس بن زائدة‏.‏

وقِيلَ‏:‏ عبد الله بن الأصم‏.‏

قال ابن حبَّان‏:‏ وكان اسمه الحُصَين‏,‏ فسمَّاه النَّبي صلى الله عليه وسلم عبد الله‏.‏

و أمه اسمها عاتكة‏.‏

ومن ذلك‏:‏ حديث‏:‏ أنَّ عُمر رأى حُلَّة سيراء‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏ وفيه‏:‏ فَكَساها عُمر أخًا لهُ مُشْركا بمَكَّة‏.‏

هو أخُوه لأمِّه‏:‏ عُثْمان بن حَكِيم بن أُمَّية السلمي‏,‏ قاله ابن بَشْكوال‏.‏

وحديث‏:‏ رِبْعي بن حِرَاش‏,‏ عن امرأته‏,‏ عن أُخت حُذيفة في التَّحلي بالفِضَّة‏.‏

هي‏:‏ فاطمة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ خولة‏.‏

وحديث‏:‏ عُقبة بن عامر قلتُ‏:‏ يا رَسُول الله إنَّ أُختِّي نَذَرت أن تَمْشي‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

هي أم حِبَّان بالكسر والمُوحَّدة بنت عامر‏,‏ ذكره ابن ماكولا‏.‏

وحديث اليهود‏:‏ فأسلمَ منهُم ابنا سُعَية‏.‏

أحدهما‏:‏ ثَعْلبة‏,‏ والآخر أسد‏,‏ أو أسيد‏,‏ أو أُسَيد‏,‏ أقوال‏.‏

وحديث‏:‏ قول أبي بَكْر لعائشة‏:‏ إنَّما هُمَا أخَوَاك وأخْتَاك‏.‏

هم عبد الرَّحمن‏,‏ ومحمَّد وأسْمَاء‏,‏ وأم كلثوم‏.‏

وحديث‏:‏ جَاءت أُم كُلثوم بنت عُقبة بن أبي مُعَيط مُسْلمة‏,‏ فجاء أخَوَاها يَطْلبانها‏.‏

هُمَا‏:‏ عمارة‏,‏ والوليد ابنا عُقبة‏.‏ قاله ابن هِشَام وغيره‏.‏

وحديث‏:‏ «هَلْ في البَيْت إلاَّ قُرَشي‏؟‏» قالوا‏:‏ غير ابن أختنا‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

هو‏:‏ النُّعْمان بن مُقَرِّن‏.‏

الثَّالث‏:‏ العَمُّ والعَمَّةُ‏,‏ كَرَافع بن خَدِيج عن عَمِّه‏,‏ هو‏:‏ ظُهَير بن رَافعٍ‏.‏

زِيَاد بن عِلاقَةَ عن عمِّه‏,‏ هو‏:‏ قُطْبة بن مَالك‏.‏

عَمَّة جَابر الَّتي بَكَت أبَاهُ يوم أُحُد‏,‏ هي‏:‏ فَاطمةُ بنت عَمرو‏,‏ وقِيلَ‏:‏ هِنْد‏.‏

الثَّالث‏:‏ العم والعمَّة قال ابن الصَّلاح‏:‏ ونحوهما‏,‏ أي‏:‏ كالخال والخالة‏,‏ والأب والأم‏,‏ والجد والجدة‏,‏ وابن أو بنت العم والعمة‏,‏ والخال والخالة‏.‏

كرافع بن خَدِيج عن عمِّه في النَّهْي عن المُخَابرة‏.‏

هو ظُهَير بضم الظَّاء المُعْجمة ابن رافع بن عَدي‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أسيد بن ظُهير بن الحارث‏.‏

زياد بن عِلاقة عن عمِّه مرفُوعًا‏:‏ «اللهمَّ إنِّي أعوذ بكَ من مُنْكرات الأخلاق‏.‏‏.‏‏.‏» الحديث‏.‏ رواهُ التِّرمذي‏.‏

هُو قُطْبة بن مَالك الثَّعْلبي كما في «صحيح» مسلم في حديث آخر‏.‏

ومن ذلك عمَّة جابر الَّتي بَكَت أبَاهُ لمَّا قُتل يوم أُحد كما في «الصَّحيح»‏.‏

هي فَاطمة بنت عَمرو بن حَرَام‏,‏ وقعت مُسَمَّاة في «مسند» الطَّيالسي‏.‏ وقيلَ‏:‏ هند قاله الواقدي‏.‏

ومن ذلك‏:‏ حديث ابن عبَّاس‏:‏ أهدت خَالتي إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم سَمْنا وأقطًا وأضبًّا‏.‏

قيلَ‏:‏ اسمها هُزَيلة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ حُفَيدة بنت الحارث‏,‏ وتُكْنى أُم حُفَيد‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أم عفيق‏.‏

وحديث أبي هُرَيرة‏:‏ كنتُ أدعو أُمِّي إلى الإسلام‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

اسمها أُميمة بنت صبيح بن الحارث بن دَوْس‏,‏ قالهُ ابن قُتيبة‏.‏

وحديث‏:‏ أم كردم بن سُفْيان قال‏:‏ يا رَسُول الله خرجتُ أنا وابن عم لي في الجاهلية‏,‏ فحفي فقال‏:‏ من يُعطيني نَعْلاً أُنكحهُ ابْنَتي‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

قال الخَطِيب‏:‏ ابن عمَّه ثابت بن المرفع‏.‏

وحديث نافع‏:‏ تزوَّج ابن عُمر بنت خاله عُثْمان بن مَظْعُون‏,‏ فقالت أُمها‏:‏ بنتي تكره ذلك‏.‏ اسم بنت خَاله زَيْنب‏,‏ وأُمها خَوْلة بنت حكيم بن أُمية‏.‏

الرَّابع‏:‏ الزَّوْج والزَّوْجة‏,‏ زَوْج سُبَيعة‏:‏ سَعْد بن خَوْلة‏.‏

زَوْج بَرْوَع بالفَتْح‏,‏ وعند المُحدِّثين بالكَسْر هِلال بن مُرَّة‏.‏

الرَّابع‏:‏ الزَّوج والزَّوجة والعَبْد وأُم الولد زَوْج سُبَيعة الأسْلَمية الَّتي ولدت بعد وفَاته بليال‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏ في «الصَّحيحين»‏.‏

هو سعد بن خَوْلة‏.‏

زوج بَرْوَع بنت واشق بالفتح للباء عند أهل اللغة وعند المُحدِّثين بالكسر هو هلال بن مُرَّة الأشْجَعي‏.‏

ومثَّل ابن الصَّلاح للزَّوجة بزوجة‏:‏ عبد الرَّحمن بن الزُّبَير‏,‏ الَّتي كانت تحت رفاعة القُرَظي فطلَّقها‏.‏

اسمهَا تميمة بنت وهب‏,‏ وقِيلَ‏:‏ تُميمة بضم التاء‏.‏ وقِيلَ‏:‏ سهيمة‏.‏

ومثالُ أُم الولد‏:‏ حديث أم ولد لإبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عوف‏:‏ أنَّها سألت أُم سَلَمة‏,‏ فقالت‏:‏ إنِّي أُطيل ذيلي وأمشي‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏ هي‏:‏ حُميدة‏,‏ ذكره النَّسَائي‏.‏

ومثالُ العبد‏:‏ حديث جابر‏:‏ أنَّ عبدًا لحاطب قال‏:‏ يا رَسُول الله ليَدْخُلن حاطب النَّار‏.‏ اسمهُ سَعْد‏.‏

تنبيه‏:‏

من المُبْهم ما لم يُصرِّح بذكرهِ‏,‏ بل يَكُون مفهومًا من سِيَاق الكلام‏,‏ كَقول البُخَاري‏:‏ وقال مُعَاذ‏:‏ اجْلس بِنَا نُؤمن سَاعة‏.‏ فالمَقُول له ذلك مُطْوى‏,‏ وهو‏:‏ الأسْوَد بن هلال‏.‏

النَّوع السِّتُّون‏:‏ التَّواريخُ والوَفيات

هُو فَنٌّ مُهمٌّ‏,‏ بهِ يُعْرف اتِّصال الحَديثِ وانْقِطاعهُ‏,‏ وقد ادّعَى قومٌ الرِّواية عن قَوْمٍ‏,‏ فنُظرَ في التَّاريخ‏,‏ فظهَرَ أنَّهُم زَعَمُوا الرِّواية عنهُم بعدَ وفَاتِهِمْ بسنينَ‏.‏

النَّوعُ السِّتون‏:‏ التواريخ لمواليد الرُّواة‏,‏ والسَّماع‏,‏ والقُدوم للبلد الفُلاني والوفيات لهم‏.‏

هو فنٌّ مهم‏,‏ به يُعرف اتِّصال الحديث وانْقطَاعهِ وقد ادَّعى قومٌ الرِّواية عن قوم‏,‏ فنُظر في التَّاريخ‏,‏ فظهرَ أنَّهم زَعَمُوا الرِّواية عنهم بعد وفاتهم بسنين‏.‏

كما سألَ إسْماعيل بن عيَّاش رَجُلاً اختبارًا‏:‏ أي سَنَة كتبتَ عن خالد بن مَعْدان‏؟‏ فقال‏:‏ سَنَة ثلاث عشرة ومئة‏,‏ فقال‏:‏ أنت تزعُم أنَّك سمعت منه بعد موته بسبع سنين‏.‏ فإنَّه مات سَنَة ست ومئة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ خمس‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أربع‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثلاث‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثَمَان‏.‏

وسأل الحاكم مُحمَّد بن حاتم الكسي عن مولده‏,‏ لمَّا حدَّث عن عبد بن حُميد‏,‏ فقال‏:‏ سَنَة ستين ومئتين‏,‏ فقال‏:‏ هذا سمع من عبد بعد موته بثلاث عشرة سَنَة‏.‏

قال حفص بن غِيَاث القاضي‏:‏ إذا اتَّهمتم الشَّيْخ‏,‏ فحاسبوه بالسِّنين‏,‏ يعني سنه‏,‏ وسن من كتب عنه‏.‏

وقال سُفْيان الثَّوري‏:‏ لمَّا استعمل الرُّواة الكذب‏,‏ اسْتعملنا لهم التَّاريخ‏.‏

وقال حسَّان بن يزيد‏:‏ لم نستعن على الكَذَّابين بمثل التاريخ‏,‏ نقول للشَّيخ‏:‏ سَنَة كم وُلدت‏,‏ فإذا أقرَّ بمولده عرفنا صِدْقه من كَذبه‏.‏

وقال أبو عبد الله الحُمَيدي‏:‏ ثلاثة أشياء من عُلوم الحديث يجب تقديم التَّهَمُّم بها‏:‏ العلل‏,‏ والمُؤتلف والمُختلف‏,‏ ووفيات الشِّيوخ‏,‏ وليس فيه كتاب‏.‏

يعني على الاستقصاء‏,‏ وإلاَّ ففيه كُتب‏,‏ «كالوفيات» لابن زَبْر‏,‏ ولابن قَانع‏,‏ وذيَّلَ على ابن زَبْر الحافظ عبد العزيز بن أحمد الكتَّانى‏,‏ ثمَّ أبو مُحمَّد الأكفانى‏,‏ ثمَّ الحافظ أبو الحسن بن المُفَّضل‏,‏ ثمَّ المُنْذري‏,‏ ثمَّ الشَّريف عز الدِّين أحمد بن مُحمَّد الحُسَيني‏,‏ ثمَّ المُحدِّث أحمد بن أيبك الدِّمياطي‏,‏ ثمَّ الحافظ أبو الفَضْل العِرَاقي‏.‏

فُرُوعٌ‏:‏ الأوَّل‏:‏ الصَّحيح في سنِّ سيِّدنا مُحمَّد سَيِّد البَشر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وصَاحبيهِ أبي بَكْر وعُمر رَضِي الله عنهُمَا‏:‏ ثَلاثٌ وسِتُّون‏,‏ وقُبِضَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ضُحَى الاثْنَينِ‏,‏ لثِنْتي عَشْرَة خَلَتْ‏,‏ من شَهْر رَبيع الأوَّل‏,‏ سَنَة إحْدَى عَشْرةَ من هِجْرتهِ صلى الله عليه وسلم إلى المَدِينةِ‏.‏

فُروعُ في عُيون من ذلك‏:‏

الأوَّل‏:‏ في وفاة النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه العَشْرة‏:‏

الصَّحيح في سنِّ سيدنا مُحمَّد سيِّد البشر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعُمر رضي الله عنهما‏:‏ ثلاث وستون سَنَة‏.‏ قاله الجمهور من الصَّحَابة والتَّابعين فمن بعدهم‏,‏ وصحَّحه ابن عبد البر والجمهور‏.‏

وقِيلَ‏:‏ سن النَّبي صلى الله عليه وسلم سِتُون‏,‏ رُوي عن أنس وفاطمة البَتُول وعُرْوة بن الزُّبَير ومالك‏.‏

وقِيلَ‏:‏ خمس وستُّون‏,‏ رُوي عن ابن عبَّاس وأنس أيضًا‏,‏ ودغفل بن حنظلة‏.‏

وقِيلَ‏:‏ اثنتان وستُّون‏,‏ قاله قَتَادة‏.‏

وحُكي الآخران أيضًا في أبي بكر‏,‏ وحُكي الأوَّل في عُمر‏.‏

وقِيلَ‏:‏ عاشَ عُمر ستًّا وستين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ إحدى وستين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ تسعًا وخمسين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سبعًا وخمسين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ستًّا وخمسين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ خمسًا وخمسين‏.‏

وقُبضَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ضُحى يوم الاثْنين‏,‏ لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأوَّل‏,‏ سَنَة إحدى عَشْرة من هِجْرته صلى الله عليه وسلم إلى المَدِينة لا خِلاف بين أهل السِّير في ذلك‏,‏ إلاَّ في تعيين اليوم من الشَّهر‏,‏ فالجمهُور على ما ذكرهُ المُصنِّف أنَّه في يوم الثَّاني عشر‏.‏

وقال مُوسى بن عُقْبة والليث بن سعد‏:‏ مُسْتهل الشَّهر‏.‏

وقال سُليمان التَّيمي‏:‏ ثانيه‏.‏

قال العِرَاقي‏:‏ والقَوْل الأوَّل‏,‏ وإن كان قول الجمهور‏,‏ فقد استشكله السُّهَيلي من حيث التاريخ‏,‏ وذلك لأنَّ يوم عَرَفة في حجَّة الودَاع كان يوم الجُمعة بالإجْمَاع‏,‏ لحديث عُمر المُتَّفق عليه‏,‏ وحينئذ فلا يُمْكن أن يَكُون ثاني عشر ربيع الأوَّل من السَّنة الَّتي تليها يوم الاثنين‏,‏ لا على تقدير كمال الشهور‏,‏ ولا نَقْصها‏,‏ ولا كمال بعض‏,‏ ونقص بعض‏,‏ لأنَّ ذا الحجة أوَّله الخميس‏,‏ فإن نقصَ هو والمحرم وصفر‏,‏ كان ثاني عشر ربيع الأوَّل يوم الخميس‏,‏ وإن كملت الثَّلاثة فثاني عشره الأحد‏,‏ وإن نقص بعض‏,‏ وكمل بعض‏,‏ فثاني عشره الجُمعة أو السَّبت‏.‏

قال‏:‏ وقد رأيتُ بعض أهل العلم يُجيب بأن تفرض الشُّهور الثَّلاثة كوامل‏,‏ ويكون قولهم‏:‏ لاثنتي عشرة ليلة خلت منهُ‏,‏ أي‏:‏ بأيامها كاملة‏,‏ فيكون وفاته بعد استكمال ذلك‏,‏ والدخول في الثَّالث عشر‏.‏

قال‏:‏ وفيه نظر من حيث أن الَّذي يظهر من كلام أهل السِّير نُقْصان الثَّلاثة‏,‏ أو اثنين منهما‏,‏ بدليل ما رواه البَيْهقي بسندٍ صحيح إلى سُليمان التَّيمي أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مرض لاثنتين وعشرين ليلة من صَفَر‏,‏ وكان أوَّل يوم مرض فيه يوم السَّبت‏,‏ وكانت وفاته اليوم العاشر‏,‏ يوم الاثنين‏,‏ لليلتين خلتا من ربيع‏,‏ وهذا يدل على أنَّ أوَّل صَفَر السَّبت فلزم نُقْصان ذي الحجة والمُحرم‏.‏

وقوله‏:‏ كانت وفاته صلى الله عليه وسلم يوم العاشر‏,‏ أي‏:‏ من مرضهِ‏,‏ فيدل على نُقْصان صفر أيضًا‏.‏

روى الواقدي عن أبي مَعْشر‏,‏ عن مُحمَّد بن قَيْس قال‏:‏ اشتكى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لإحدى عشرة بقيت من صَفَر‏.‏‏.‏‏.‏ إلى أن قال‏:‏ اشتكى ثلاثة عشرة يومًا‏,‏ وتوفَّي يوم الاثنين‏,‏ لليلتين خلتا من ربيع‏.‏

فهذا يَدُل على نقص الشَّهر أيضًا‏,‏ إلاَّ أنَّه جعل مُدَّة مرضه أكثر مِمَّا في حديث التَّيمي‏.‏

ويُجمع بينهما بأنَّ المُرَاد بهذا ابتداء مرضهِ وبالأوَّل اشتداده‏,‏ والواقدي وإن ضُعِّف في الحديث‏,‏ فهو من أئمة السِّير‏,‏ وأبو مَعْشر نَجِيح مُختلف فيه‏.‏

وروى الخَطِيب في «الرُّواة عن مالك» من رواية سعيد بن مَسْلمة بن قُتيبة البَاهلي‏,‏ حدَّثنا مالك‏,‏ عن نافع‏,‏ عن ابن عُمر قال‏:‏ لمَّا قُبضَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مرضَ ثَمانية‏,‏ فتوفَّى لليلتين خَلتَا من ربيع الأوَّل‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

فاتَّضح أنَّ قول التَّيمي ومن وافقه راجح من حيث التاريخ‏.‏

قال‏:‏ وقول المُصنِّف كابن الصَّلاح‏:‏ ضُحَى‏,‏ يُشكل عليه ما في «صحيح» مسلم من رواية أنس‏:‏ آخر نَظْرة نَظَرتُها إلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏ وفيه‏:‏ توفَّى من آخر ذلك اليوم‏,‏ وهذا يَدُل على أنَّه تأخَّر بعد الضُّحى‏,‏ ويجمع بينهما بأن المُرَاد أوَّل النصف الثَّاني‏,‏ فهو آخر وقت الضحى‏,‏ وهو من آخر النهار‏,‏ باعتبار أنَّه من النِّصف الثاني‏,‏ ويدل عليه ما رواه ابن عبد البر‏,‏ بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ مات رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ارتفاع الضحى‏,‏ وانْتصَاف النهَّار يوم الاثنين‏.‏

وذكر مُوسى بن عُقْبة في «مغازيه» عن ابن شهاب‏:‏ توفَّى يوم الاثنين‏,‏ حين زالت الشَّمس‏.‏

ومنْهَا التَّاريخ‏.‏

ومنها أي‏:‏ من الهِجْرة التاريخ هذه فائدة زادها المُصنِّف‏.‏

روى البُخَاري في «صحيحه» عن سهل بن سعد قال‏:‏ ما عدُّوا من مَبْعث النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولا من مُتوفَّاه‏,‏ إنَّما عَدُّوا من مَقْدمه المَدِينة‏.‏

وروى في «تاريخه الصَّغير» عن ابن عبَّاس قال‏:‏ كان التَّاريخ في السَّنة الَّتي قدم فيها النَّبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وروى أيضًا عن ابن المُسيب قال عُمر‏:‏ مَتَى نكتب التَّاريخ‏؟‏ فجمع المُهَاجرين‏,‏ فقال له علي‏:‏ من يوم هَاجرَ النَّبي صلى الله عليه وسلم فكتب التَّاريخ‏.‏

ورَوَى ابن أبي خَيْثمة في «تاريخه» عن ابن سِيرين‏:‏ أنَّ رَجُلا من المُسْلمين قدمَ من اليَمن‏,‏ فقال لعُمر‏:‏ رأيتُ باليَمن شيئًا يُسمُّونه التَّاريخ‏,‏ يكتُبون من عام كذا‏,‏ وشهر كذا‏,‏ فقال عُمر‏:‏ إنَّ هذا لحَسَن فأرِّخوا‏,‏ فلمَّا أجمع على أن يُؤرِّخ شَاورَ‏,‏ فقال قومٌ‏:‏ بمولد النَّبي صلى الله عليه وسلم، وقال قَوْمٌ‏:‏ بالمَبْعث‏,‏ وقال قَوْمٌ‏:‏ حين خرج مُهاجرًا من مَكَّة‏,‏ وقال قائل‏:‏ بالوفَاة‏,‏ حين توفَّى‏,‏ فقال‏:‏ أرِّخُوا خُروجه من مَكَّة إلى المدينة‏.‏

ثمَّ قال‏:‏ بأي شَهْر نَبْدأ فنُصيره أوَّل السَّنة‏؟‏ فقالوا‏:‏ رجب‏,‏ فإنَّ أهل الجاهلية كانُوا يُعظِّمونه‏.‏ وقال آخرون‏:‏ شهر رمضان‏.‏ وقال آخرون‏:‏ ذو الحجة‏,‏ فيه الحج‏.‏ وقال آخرون‏:‏ الشَّهر الَّذي خرج فيه من مَكَّة‏.‏ وقال آخرون‏:‏ الشَّهر الَّذي قدمَ فيه‏.‏ فقال عُثْمان‏:‏ أرِّخُوا من المُحرَّم أوَّل السَّنة‏,‏ وهو شهر حرام‏,‏ وهو أوَّل الشُّهور في العِدَّة‏,‏ وهو مُنْصرف النَّاس عن الحج‏.‏ فصيَّرُوا أوَّل السَّنة المُحرم‏,‏ وكان ذلك في سَنةِ سبع عشرة‏.‏

وقد روى سعيد بن منصُور في «سُننه» بسند حسن‏,‏ عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏والفَجْر‏}‏ قال‏:‏ الفجر شهر المُحَّرم‏,‏ وهو فجر السَّنة‏.‏

قال شيخ الإسلام ابن حَجَر في أماليه‏:‏ بهذا يحصل الجواب عن الحِكْمة في تأخر التاريخ من ربيع الأوَّل إلى المُحَّرم‏,‏ بعد أن اتَّفقوا على جعل التاريخ من الهجرة‏,‏ وإنَّما كانت في ربيع الأول‏.‏ انتهى‏.‏

وروى ابن عساكر في «تاريخه» بسنده عن ميمون بن مهران قال‏:‏ رُفع إلى عُمر صَكٌّ محله شَعْبان‏,‏ فقال‏:‏ أي شعبان‏!‏ الَّذي نحنُ فيه‏,‏ أم الَّذي مَضَى‏,‏ أم الَّذي هو آت‏؟‏ ثمَّ قال للصَّحابة‏:‏ ضَعُوا للنَّاس شيئا يَعْرفُونه من التَّاريخ‏,‏ فأجمعُوا على الهِجْرة‏.‏

لكن رأيتُ في مجموع بخطِّ ابن القماح‏,‏ عن ابن الصَّلاح أنَّه قال‏:‏ ذكر أبو طاهر بن محمش الزِّيادي في كتاب الشُّروط‏:‏ أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أرَّخ بالهجرة حينَ كتب الكِتَاب لنَصَارى نَجْران‏,‏ وأمرَ عليًّا أن يَكْتُب فيه‏:‏ أنَّه كتب لخمس من الهجرة‏.‏

قال فالمُؤرخ بها إذَنْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وعُمر تبعهُ في ذلك‏,‏ وقد أشبعتُ الكلام في ذلك في مُؤلف مُسْتقل يختص بهذه المَسْألة‏.‏

وأبو بَكْر في جُمَادى الأولَى سَنة ثَلاثَ عَشْرةَ‏,‏ وعُمر في ذِي الحجَّةِ سَنة ثَلاث وعِشْرين‏.‏

و توفَّى أبو بَكْر رضي الله عنه في جُمادى الأوَّلى سَنَة ثَلاث عشرة يوم الاثْنين وقِيلَ‏:‏ لَيْلة الثُّلاثاء بين المَغْرب والعِشَاء لثَمانٍ‏,‏ وقِيلَ‏:‏ لثَلاثٍ بَقِينَ منه‏,‏ وقِيلَ‏:‏ في جُمَادى الآخرة لَيْلة الاثنين‏,‏ لسَبْع عَشْرة مَضَت منهُ‏,‏ وقِيلَ‏:‏ يوم الجُمعة‏,‏ لسَبْع ليال بقين وقِيلَ‏:‏ لثمان بقين منه‏.‏

والصَّحيح الَّذي جزمَ به الأئمة وصحَّحه الحافظ وثبت بأسَانيد صَحيحة عن عائشة وغيرها عَشِية ليلة يوم الثُّلاثاء‏,‏ لثَمان بَقِين من جُمادى الآخرة‏.‏

و توفَّى عُمر في ذي الحجَّة آخر يوم منه‏,‏ يوم الجُمعة سَنَة ثلاث وعِشْرين ودُفنَ يوم السَّبت مُسْتهل المُحرَّم‏.‏

وعُثْمان رضي الله عنه فيهِ سَنةَ خَمْس وثَلاثينَ‏,‏ ابن اثْنتين وثَمَانينَ سَنةً‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ابنُ تِسْعينَ‏,‏ وقِيلَ غَيرهُ‏,‏ وعليٌّ رضي الله عنه في شَهْر رَمَضَان سَنة أرْبعين‏,‏ ابنُ ثَلاث وسِتينَ‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أرْبعٍ‏,‏ وقِيلَ‏:‏ خَمْس‏,‏ وطَلْحةُ والزُّبير في جُمَادى الأولَى سَنة سِت وثَلاثين‏,‏ قال الحاكم‏:‏ كانَا ابْنَي أرْبع وسِتينَ وقِيلَ غيرُ قَوْله‏.‏

و قتل عُثْمان فيه أي في ذي الحجَّة‏,‏ يوم الجُمعة‏,‏ ثاني عشرة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثامنه‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثامن عشريه‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثاني عشريه وقِيلَ‏:‏ ثالث عشريه سَنَة خمس وثلاثين وقِيلَ‏:‏ أوَّل سَنَة ست وثلاثين‏.‏

وفي «تاريخ» البُخَاري‏:‏ سَنَة أربع وثلاثين‏.‏

قال ابن ناصر‏:‏ وهو خطأ من راويه‏,‏ وهو ابن اثنتين وثمانين قاله أبو اليقظان‏,‏ وادَّعى الواقدي الاتفاق عليه وقِيلَ‏:‏ ابن تسعين وقِيلَ غيره‏.‏

فقال ابن إسْحَاق‏:‏ ابن ثمانين‏.‏

وقال قَتَادة‏:‏ ست وثمانين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثمان وثَمَانين‏.‏

و قُتل عليِّ في شهر رَمَضان ليلة الحادي والعِشْرين منهُ‏,‏ وقِيلَ‏:‏ يوم الجُمعة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ليلتها‏,‏ سابع عشرة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ حادي عشرة‏,‏ وقِيلَ غير ذلك سَنَة أربعين‏.‏

وقال ابن زَبْر‏:‏ سَنَة تسع وثلاثين‏.‏ وهو وهْمٌ لم يُتابع عليه‏.‏

وهو ابن ثلاث وستين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أربع وستين وقِيلَ‏:‏ خمس وستين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ اثنتين وستين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثمان وخمسين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سبع وخمسين‏.‏

وطَلْحة والزُّبير ماتا معًا في يوم واحد قُتلا في وقعة الجمل يوم الخميس‏,‏ وقِيلَ‏:‏ يوم الجُمعة عاشر جُمادى الأولى وعليه الجمهُور سَنَة ست وثلاثين‏.‏

ومن قال في رجب‏,‏ أو ربيع‏,‏ فقَوْلان مَرْجُوحان‏.‏

قال الحاكم‏:‏ كانَا ابْنَي أربع وسِتين سَنَة‏,‏ وهو قول الوَاقدي‏,‏ وتابعهُ ابن حبَّان وقِيلَ غير قوله‏.‏

فقال أبو نُعيم‏:‏ كان لطلحة ثلاث وسِتُون‏.‏

وقال عيسى بن طلحة‏:‏ اثْنَتان وستون‏.‏

وقال المَدَائني‏:‏ سِتُون‏,‏ وقِيلَ‏:‏ خمس وسبعون‏.‏

وقِيلَ‏:‏ كان للزُّبير سبع وسِتُون‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ست وستون‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سِتُّون‏,‏ وقِيلَ‏:‏ بضع وخمسون‏,‏ وقِيلَ‏:‏ خمس وسَبْعون‏.‏

فائدة‏:‏

قال الزُّبَير بن بَكَّار‏:‏ أعرق النَّاس في القَتْل‏:‏ عمارة بن حمزة بن مُصْعب بن الزُّبَير بن العوَّام‏,‏ قُتل عمارة‏,‏ وأبوه حَمْزة يوم قديد‏,‏ وقتل مُصْعبًا عبد الملك بن مروان‏,‏ وقُتل الزُّبَير يوم الجمل‏,‏ وقُتل العَوَّام يوم الفجار‏.‏

زاد أبو مَنْصُور الثَّعالبي في كتابه «لطائف المَعَارف» وقُتل خُويلد أبو العوَّام في حرب خُزَاعة‏.‏

قال‏:‏ ولا نعرف من العرب والعجم ستَّة مقتولين في نسب‏,‏ إلاَّ في آل الزُّبَير رضي الله عنه‏.‏

وسَعْدُ بن أبي وقَّاصٍ سَنَة خَمْسٍ وخَمْسينَ على الأصَحِّ‏,‏ ابن ثَلاثٍ وسَبْعين‏,‏ وسَعِيدٌ سَنَة إحْدَى وخَمْسين‏,‏ ابنُ ثَلاثٍ أو أرْبَع وسَبْعينَ‏,‏ وعبدُ الرَّحمن بن عَوْف سَنَة اثْنَتينِ وثَلاثينَ‏,‏ ابنُ خَمْس وسَبْعينَ‏,‏ وأبو عُبَيدة سَنَة ثَمَاني عَشْرةَ‏,‏ ابنُ ثَمَان وخَمْسينَ‏,‏ وفي بَعْض هذا خِلافٌ رَضِي الله عنهُم أجْمَعينَ‏.‏

و توفَّى سعد بن أبي وقَّاص سَنَة خمس وخمسين على الأصح وقِيلَ‏:‏ سَنَة خمسين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ إحدى‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أربع‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ست‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سبع‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثمان ابن ثلاث وسبعين وقِيلَ‏:‏ أربع وسبعين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ اثنتين وثمانين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثلاث وثمانين‏,‏ وهو آخر العشرة موتًا‏.‏

و توفَّى سعيد بن زيد سَنَة إحدى وخمسين وقِيلَ‏:‏ اثنتين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثمان وخمسين ابن ثلاث وسبعين أو أربع وسبعين قال الأوَّل المدائني‏,‏ والثَّاني الفلاس‏.‏

و توفَّى عبد الرَّحمن بن عوف سَنَة اثنتين وثلاثين وقِيلَ‏:‏ إحدى‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثلاث ابن خمس وسبعين وقِيلَ‏:‏ اثنتين وسبعين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثمان وسبعين‏.‏

و توفَّى أبو عُبيدة بطَاعُون عَمْواس سَنَة ثماني عَشْرة وهو ابن ثَمَان وخمسين بلا خلاف في الأمرين وفي بعض هذا خلاف كما تقدَّم التنبيه‏,‏ عليه رضي الله تعالى عنهم أجمعين‏.‏

الثَّاني‏:‏ صَحَابيان عَاشَا سِتِّين سَنَة في الجَاهِليَّة‏,‏ وسِتِّين في الإسْلام‏,‏ ومَاتَا بالمَدِينة سَنَة أرْبَع وخَمْسينَ‏:‏ حَكِيم بن حِزَام‏,‏ وحَسَّانُ بن ثَابت بن المُنْذر بن حَرَام‏,‏ قال ابن إسْحَاق‏:‏ عَاشَ حَسَّان وآبَاؤهُ الثَّلاثَة كلُّ وَاحدٍ مئة وعِشْرين‏,‏ ولا يُعْرفُ لغَيْرهم من العَرَب مثلُهُ‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ماتَ حَسَّان سَنَة خَمْسين‏.‏

الثَّاني‏:‏ صَحَابيان عاشا ستين سَنَة في الجَاهلية‏,‏ وستِّين في الإسْلام‏,‏ وماتَا بالمَدِينة سَنَة أرْبع وخَمْسين‏.‏

أحدهما‏:‏ حَكِيم بن حِزَام بن خُويلد بن أسَد بن عبد العُزَّى بن قُصَي الأسَدي ابن أخي خَدِيجة‏,‏ وكانَ مَوْلده في جَوْف الكَعْبة قبل عام الفيل بثلاث عشرة‏.‏

وقِيلَ‏:‏ مات سَنَة خمسين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سَنَة ثمان وخمسين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سَنَة ستين‏.‏

و الثَّاني حسَّان بن ثابت بن المنذر بن حَرَام بالرَّاء‏,‏ الأنْصَاري الخَزْرجي النجَّاري‏.‏

قال ابن إسْحَاق‏:‏ عاش حسَّان وآباؤه الثلاثة ثابت‏,‏ والمُنْذر‏,‏ وحَرَام كل واحد منهم مئة وعِشْرين سَنَة‏,‏ ولا نعرف لغيرهم من العرب مثله‏.‏

وقِيلَ‏:‏ مات حسَّان سَنَة خمسين وقِيلَ‏:‏ في خِلافة علي‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سَنَة أربعين أيام قتل علي‏,‏ وقِيلَ‏:‏ مات وهو ابن مئة سَنَة وأربع سنين‏,‏ وكذا أبوهُ وجده‏,‏ قالهُ ابن حبَّان‏,‏ والجمهور على الأوَّل‏.‏

تنبيهان‏:‏

أحدهما‏:‏ في الصَّحَابة أيضًا من شارك حكيمًا وحسَّان في ذلك‏,‏ كحُويطب بن عبد العُزَّي القُرَشي العَامري‏,‏ من مُسْلمة الفتح‏,‏ عاش ستِّين سَنَة في الجَاهلية‏,‏ وستِّين سَنَة في الإسْلام‏,‏ كما رواهُ الواقدي‏,‏ وماتَ سَنَة أربع وخمسين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ اثنتين وخمسين‏.‏

وسعيد بن يَرْبُوع القُرَشي‏,‏ مات سَنَة أرْبع وخَمْسين‏,‏ ولهُ مئة وعِشْرون‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أربع وعِشْرون‏.‏

وحَمْنَن‏,‏ بفتح الحاء المُهْملة‏,‏ وسُكُون الميم‏,‏ وفتح النُّون الأولى‏,‏ آخره نون‏,‏ فيما ضبطهُ ابن ماكولا‏,‏ وقال بعضهم‏:‏ حَمْنز آخره زاي‏,‏ أخو عبد الرَّحمن بن عوف‏,‏ ذكر الزُّبَير بن بكَّار‏,‏ والدَّارقُطْني في كتاب «الإخوة»، وابن عبد البر‏:‏ أنَّهُ عاشَ ستِّين سَنَة في الجَاهلية‏,‏ وستِّين سَنَة في الإسْلام‏,‏ ومات سَنَة أربع وخمسين‏.‏

ومَخْرمة بن نَوْفل‏,‏ والد المِسْور‏,‏ مات سَنَة أربع وخمسين وله مئة وعِشْرون‏,‏ جزم به أبو زكريا بن منده في جزء له‏,‏ جمع فيه من عاش من الصَّحَابة مئة وعِشْرون‏,‏ وقِيلَ‏:‏ عاش مئة وخمس عشرة‏.‏

وقد ذكر ابن مَنْده في كتابه هذا جَمَاعة عاشُوا مئة وعِشْرين‏,‏ ولكن لم يعلم كون نِصْفها في الجَاهلية‏,‏ ونِصْفها في الإسْلام‏.‏

كَعَاصم بن عَدي العَجْلاني‏,‏ مات سَنَة خَمْس وأرْبَعين‏.‏

والمُنْتجع‏,‏ جد ناجية‏.‏

ونافع بن سُليمان العَبْدي‏.‏

واللَّجْلاج العَامري‏.‏

وسَعْد بن جُنَادة العَوْفي والد عَطِية‏.‏

وفَاتهُ‏:‏ عَدي بن حاتم الطَّائي‏,‏ قال ابن سَعْد وخليفة‏:‏ توفَّى سَنَة ثمان وستِّين‏,‏ عن مئة وعِشْرين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سَنَة ستِّين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سبع‏.‏

والنَّابغة الجَعْدي‏.‏

ولَبِيد بن رَبِيعة‏.‏

وأوس بن مَغْراء السَّعدي‏,‏ ذكر الثَّلاثة الصَّريفيني‏.‏

ونَوْفل بن مُعاوية‏,‏ ذكره ابن قُتيبة وعبد الغني في «الكمال»‏.‏

ومن التَّابعين‏:‏ أبو عَمرو الشَّيباني‏,‏ صاحب ابن مَسْعُود‏.‏

وزِر بن حُبَيش‏.‏

وقد لخَّصتُ جزء ابن منده المذكُور‏,‏ وزدتُ عليه ما فاته‏.‏

الثَّاني‏:‏ قال الزُّبَير بن بَكَّار‏:‏ كان مَوْلد حكيم في جَوْف الكعبة‏.‏

قال شيخ الإسْلام‏:‏ ولا يُعرف ذلك لغيره‏,‏ وما وقع في «مُسْتدرك» الحاكم من أنَّ عليًّا ولد فيها ضعيفٌ‏.‏

الثَّالث‏:‏ أصْحَاب المَذَاهب المَتْبُوعة‏:‏ سُفْيان الثَّوري‏,‏ ماتَ بالبَصْرة سَنَة إحْدَى وستِّين ومئة‏,‏ مَوْلدهُ سَنَة سَبْع وتِسْعين‏.‏ مَالكُ بن أنَس‏,‏ ماتَ بالمَدِينة سَنَة تسع وسَبْعين ومئة‏,‏ قِيلَ‏:‏ ولدَ سَنَة ثَلاث وتِسْعين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ إحْدَى‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أرْبَع‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سَبْع‏.‏ أبو حَنِيفة النُّعْمَان بن ثَابت مَاتَ بِبَغْداد سَنَة خَمْسين ومئة‏,‏ ابن سَبْعينَ‏.‏ أبو عبد الله مُحمَّد بن إدْرِيس الشَّافعي‏,‏ مات بمِصْر آخِرَ رَجَب سَنَة أرْبَع ومئتين‏,‏ وَوُلدَ سَنَة خَمْسينَ ومئة‏.‏

الثَّالث في وفيات أصْحَاب المَذَاهب المَتْبُوعة ‏:‏ أبو عبد الله سُفْيان ابن سعيد الثَّوري كان له مُقلدون إلى بعد الخمس مئة ماتَ بالبَصْرة سَنَة إحدى وستين ومئة قال ابن حبَّان‏:‏ في شَعْبان‏.‏ مولده سَنَة سبع وتسعين وقِيلَ‏:‏ خمس وتسعين‏.‏

و أبو عبد الله مَالك بن أنس‏,‏ مات بالمَدِينة سَنَة تسع وسبعين ومئة وقِيلَ‏:‏ في صَفَر‏,‏ وقِيلَ‏:‏ صَبِيحة أرْبع عَشْرة من ربيع الأوَّل قيل‏:‏ وُلد سَنَة ثلاث وتِسْعين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سَنَة إحدى وتسعين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ أربع وتسعين وقِيلَ‏:‏ سبع وتسعين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ستة وتسعين‏.‏

أبو حنيفة النُّعْمان بن ثابت‏,‏ مات ببغداد سَنَة خمسين ومئة في رجب‏,‏ وقِيلَ‏:‏ إحْدَى وخمسين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ ثلاث ابن سبعين سَنَة‏,‏ فإنَّ مولده سَنَة ثمانين‏.‏

أبو عبد الله مُحمَّد بن إدريس الشَّافعي‏,‏ مات بمصر ليلة الخميس آخر رجب‏,‏ سَنَة أربع ومئتين وقال ابن حبَّان‏:‏ آخر ربيع الأوَّل‏,‏ والأوَّل أشهر‏,‏ وولد سَنَة خمسين ومئة بغزَّة من الشَّام‏,‏ وقِيلَ‏:‏ بعسقلان‏,‏ وقِيلَ‏:‏ باليمن‏.‏

أبو عبد الله أحْمَدُ بنُ حَنْبل‏,‏ مات بِبَغْداد في شَهْرِ رَبِيع الآخَر سَنَة إحْدَى وأرْبَعين ومئتين‏,‏ وَوُلد سَنَة أرْبَع وستِّين ومئة‏.‏

أبو عبد الله أحمد بن حَنْبل‏,‏ مات ببغداد في ضَحْوة يوم الجُمْعة‏,‏ لاثْنَتي عشرة ليلة خَلَت من شَهْر ربيع الآخر وقِيلَ‏:‏ لثلاث عشرة بَقِين منه‏,‏ وقِيلَ‏:‏ من ربيع الأوَّل سَنَة إحْدَى وأرْبَعين ومئتين‏,‏ وولد سَنَة أربع وستين ومئة في ربيع الأوَّل‏,‏ رضي الله تعالى عنهم أجمعين‏.‏

تنبيه‏:‏

من أصْحَاب المَذَاهب المَتْبوعة‏:‏ الأوْزَاعي‏,‏ وكان له مُقلِّدُون بالشَّام نحوا من مئتي سَنَة‏,‏ ومات ببيروت سَنَة سبع وخمسين ومئة‏.‏

وإسْحَاق بن راهويه‏,‏ ومات سَنَة ثمان وثلاثين ومئتين‏.‏

وأبو جعفر بن جَرِير الطَّبري‏,‏ ووفاته سَنَة عشر وثلاث مئة‏.‏

وداود الظَّاهري‏,‏ ووفاته في ذِي القعدة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ في رَمَضان ببغداد سَنَة تسعين ومئتين‏,‏ ومولده بالكوفة سَنَة ثنتين ومئتين‏.‏

الرَّابع‏:‏ أصْحَاب كُتُب الحَدِيث المُعْتَمدة أبو عبد الله البُخَاري‏,‏ ولدَ يَوْم الجُمعة‏,‏ لثَلاث عَشْرَة خَلَت من شَوَّال سَنَة أرْبَع وتِسْعين ومئة‏,‏ وماتَ لَيْلَة الفِطْرِ سَنَة ست وخَمْسين ومئتين‏.‏ ومُسْلم مَاتَ بنَيْسَابُور لخَمْسٍ بقينَ من رَجَبٍ سَنَة إحدى وسِتِّين ومئتين‏,‏ ابنُ خَمْسٍ وخَمسينَ‏.‏

الرَّابع ‏:‏ في وفيات أصْحَاب كُتب الحديث المُعْتمدة‏:‏ أبو عبد الله مُحمَّد بن إسماعيل بن إبْرَاهيم بن المُغيرة بن بَرْدِزبَه بفتح الموحَّدة وسُكون الراء وكسر الدال المهملة وسُكون الزَّاي وفتح الموحَّدة ثمَّ هاء‏,‏ الجُعْفي البُخَاري نِسْبة إلى بُخَارى بالقَصْر‏,‏ أعظم مدينة وراء النهر‏.‏

ولدُ يوم الجُمعة بعد الصَّلاة لثلاث عشرة خلت من شوَّال سَنَة أربع وتسعين ومئة‏,‏ ومات ليلة السَّبت‏,‏ وقت العشاء‏,‏ ليلة عيد الفِطْر سَنَة ست وخمسين ومئتين بخرتنك‏,‏ قرية بقُرْب سَمْرقند‏.‏

خرجَ إليها لمَّا طلب منهُ والي بُخَارى خالد بن أحمد الذُّهْلي أن يَحْمل له «الجامع» و«التاريخ» ليسمعهُ منه‏,‏ فقال لرسُوله‏:‏ قل له‏:‏ أنا لا أُذل العِلْم‏,‏ ولا أحمله إلى أبواب السَّلاطين‏,‏ فأمرهُ بالخُروج من بلده‏,‏ فخرج إلى خَرْتنك‏,‏ وكان له بها أقْربَاء‏,‏ فنزل عندهم‏,‏ وسأل الله عزَّ وجلَّ أن يقبضهُ‏,‏ فما تمَّ الشَّهر حتَّى مات‏.‏

له من التصانيف غير «الصَّحيح»‏:‏ «الأدب المُفْرد»‏,‏ و«رفع اليَدين في الصَّلاة»‏,‏ و«القراءة خلف الإمام»‏,‏ و«بر الوالدين»‏,‏ و«التاريخ الكبير»‏,‏ و«الأوسط»‏,‏ و«الصَّغير» و«خلق أفعال العباد» و«الضُّعفاء»‏.‏

وكُلها موجُودة الآن‏,‏ وما لم نقف عليه‏:‏ «الجامع الكبير» ذكرهُ ابن طاهر و«المسند الكبير»‏,‏ و«التفسير الكبير» ذكره الفَرْبري‏,‏ و«الأشْربة» ذكره الدَّارقُطْني‏,‏ و«الهبة» ذكره ورَّاقة‏,‏ و«أسامي الصَّحَابة» ذكره أبو القاسم ابن منده وأبو القاسم البَغَوي‏,‏ و«الوحدان» وهو من ليس له إلاَّ حديث واحد من الصَّحَابة‏,‏ ذكره البَغَوي‏,‏ و«المبسوط» ذكره الخليلي‏,‏ و«العلل» ذكره ابن منده‏,‏ و«الكُنى» ذكره أبو أحمد الحاكم‏,‏ و«الفوائد» ذكره التِّرمذي في «جامعه»‏.‏

ومُسْلم ابن الحجَّاج بن مُسلم القُشَيري النَيْسَابوري أبو الحُسين مات بنيسابور عَشِية يوم الأحد لِخَمس بَقِين من رجب سَنَة إحدى وستِّين ومئتين‏,‏ ابن خمس وخمسين وقِيلَ‏:‏ ستِّين‏,‏ وقِيلَ‏:‏ سَبْع وخمسين‏,‏ لأنَّ المَعْروف أنَّ مَوْلده سَنَة أرْبَع ومئتين‏.‏

قال الحاكم‏:‏ له من الكُتب غير «الصَّحيح»‏:‏ «الجامع» على الأبواب‏,‏ رأيت بعضه‏,‏ و«المُسْند الكبير» على الرِّجال‏,‏ ما أرى أنَّه سمع منه أحد‏,‏ و«الأسماء والكنى»‏,‏ و«التمييز»‏,‏ و«العلل»‏,‏ و«الوحدان»‏,‏ و«الأفراد»‏,‏ و«الأقران»‏,‏ و«الطبقات»‏,‏ و«أفراد الشَّاميين»‏,‏ و«أولاد الصَّحَابة»‏,‏ و«أوْهَام المُحدِّثين»‏,‏ و«المُخَضْرمون»‏,‏ و«حديث عَمرو بن شُعيب»‏,‏ و«الانتفاع بأُهب السِّباع»‏,‏ و«سُؤالات أحمد»‏,‏ و«مشايخ مالك والثَّوري شُعْبة»‏.‏

وأبو دَاود السِّجِسْتَاني‏,‏ ماتَ بالبَصْرة في شَوَّال سَنَة خَمْس وسَبْعين ومِئتَين‏.‏ وأبو عِيسَى التِّرمذي‏,‏ مَاتَ بِترْمِذ لِثَلاث عَشْرة مَضَت من رَجَب سَنَة تِسْع وسَبْعين ومِئتَين‏.‏ وأبو عبد الرَّحمن النَّسَائي‏,‏ مَاتَ سَنَة ثَلاث وثَلاث مِئة‏.‏

وأبو داود سُليمان بن الأشْعَث بن بَشِير بن شَدَّاد بن عَمرو بن عِمْران الأزْدي السِّجِسْتَاني بكسر المُهْملة والجيم وسُكُون السِّين المُهْملة أيضًا‏,‏ نِسْبة إلى سجستان‏,‏ ويُنْسب إليها سجزي أيضًا‏,‏ على غير قِيَاس ماتَ بالبَصْرة في يوم الجُمعة سادس عشر شوَّال سَنَة خمس وسبعين ومئتين ومولده سَنَة ثنتين ومئتين‏.‏

له من التصانيف‏:‏ «السُّنن»‏,‏ و«المَرَاسيل»‏,‏ و«الرد على القَدَرية»‏,‏ و«النَّاسخ والمَنْسُوخ»‏,‏ و«ما تفرَّد به أهل الأمْصَار»‏,‏ و«فضائل الأنْصَار»‏,‏ و«مُسند مالك بن أنس»‏,‏ و«المسائل»‏,‏ و«مَعْرفة الأوقات»‏,‏ و«الإخوة»‏,‏ وغير ذلك‏.‏

وأبو عيسى مُحمَّد بن عيسى بن سَوْرة بن مُوسَى بن الضحَّاك التِّرمذي السُّلمي الضَّرير مات بتِرْمِذ وهي مَدِينة على طرف جَيْحُون‏,‏ بكسر التاء‏,‏ وقِيلَ‏:‏ بفتحها‏,‏ وقِيلَ‏:‏ بضمِّها وكسر الميم‏,‏ وقِيلَ‏:‏ مَضْمُومة‏,‏ وذال مُعْجمة‏,‏ ليلة الاثنين‏,‏ لثلاث عشرة مَضَت من رجب‏,‏ سَنَة تسع وسبعين ومئتين‏,‏ وقال الخليلي‏:‏ بعد الثَّمانين‏,‏ وهُو وَهْمٌ‏.‏

لهُ من التَّصَانيف‏:‏ «الجامع»‏,‏ و«العلل المفرد»‏,‏ و«التاريخ»‏,‏ و«الزهد»‏,‏ و«الشَّمائل»‏,‏ و«الأسماء والكُنى»‏.‏

وأبو عبد الرَّحمن أحمد بن شُعيب بن علي بن سِنَان بن بَحْر بن دِينَار الخُرَاساني النَّسَائي ويُقَال‏:‏ النَّسَوي‏,‏ نِسْبة إلى نَسَا بالفتح والقصر‏,‏ مدينة بخُرَاسان‏,‏ مات بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر‏,‏ وقِيلَ‏:‏ بمكَّة في شعبان سَنَة ثلاث وثلاث مئة ومولده سَنَة أربع عشرة‏,‏ وقِيلَ‏:‏ خمس عشرة ومئتين‏.‏

له من الكُتب‏:‏ «السُّنن الكُبرى»‏,‏ و««الصُّغْرى»‏,‏ و«خصائص علي»‏,‏ و«مُسْند علي» رضي الله عنه، و«مُسْند مالك»‏,‏ و«الكُنَى»‏,‏ و«عمل اليوم واللَّيلة»‏,‏ و«أسْمَاء الرُّواة والتَّمييز بينهم»‏,‏ و«الضُّعفاء»‏,‏ و«الإخوة»‏,‏ و«ما أغرب شُعْبة على سُفْيان وسُفيان على شُعْبة»‏,‏ و«مُسْند منصور بن زاذان»‏,‏ وغير ذلك‏.‏

وأبو عبد الله مُحمَّد بن يزيد بن مَاجه القَزْويني‏,‏ مات في رمضان سَنَة ثلاث وسَبْعين ومئتين‏,‏ ولم يذكُر المُصنِّف كابن الصَّلاح وفَاته‏,‏ كما لم يذكُرَا كتابه في الأُصُول‏.‏

ولهُ من التَّصَانيف‏:‏ «السُّنن» و«التَّفسير»‏.‏

ثمَّ سَبْعة من الحُفَّاظ في سَاقَتهم‏,‏ أحسَنُوا التَّصْنيف‏,‏ وعَظُم النَّفع بِتَصَانيفهم‏:‏ أبو الحَسَن الدَّارقُطْني‏,‏ ماتَ بِبَغْداد في ذِي القعدة‏,‏ سَنَة خَمْس وثَمَانين وثلاث مئة‏,‏ وَوُلدَ فيه سَنَة سِت وثَلاث مئة‏.‏ ثمَّ الحَاكم أبو عبد الله النَيْسابوري‏,‏ مَاتَ بها في صَفَر‏,‏ سَنَة خَمْس وأرْبَع مِئة‏,‏ وَوُلدَ بها في شَهْر ربيع الأوَّل سَنَة إحْدَى وعِشْرين وثلاث مئة‏.‏ ثمَّ أبو مُحمَّد عبد الغَنِي بن سعيد حافظُ مِصْر‏,‏ ولد في ذي القعدة سَنَة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة‏,‏ ومات بِمِصْر في صفر سَنَة تِسْع وأربع مئة‏.‏

ثمَّ سَبْعة من الحُفَّاظ في سَاقتهم‏,‏ أحسَنُوا التصنيف‏,‏ وعَظُم النَّفع بتصانيفهم‏:‏ أبو الحسن علي بن عُمر بن أحمد بن مهدي بن مَسْعود بن النُّعْمان بن دينار بن عبد الله الدَّارقُطْني بفتح الرَّاء وضم القاف وسُكون الطاء‏,‏ نِسْبة إلى دار القُطْن‏,‏ محلَّة ببغداد‏,‏ مات ببغداد في يوم الأربعاء لثمان خَلَون من ذي القعدة سَنَة خمس وثمانين وثلاث مئة‏,‏ وولد فيه أي‏:‏ ذي القعدة سَنَة ست وثلاث مئة‏.‏

له‏:‏ «السُّنن» و«العلل» و«التَّصحيف» و«الأفراد» وغير ذلك‏.‏

ثمَّ الحاكم أبو عبد الله مُحمَّد بن عبد الله بن مُحمَّد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم بن البيع النَيْسَابوري‏,‏ مات بها في ثالث صفر‏,‏ سَنَة خمس وأربع مئة‏,‏ وولد بها في صَبيحة الثَّالث من شهر ربيع الأوَّل‏,‏ سَنَة إحدى وعشرين وثلاث مئة‏.‏

له «المستدرك»‏,‏ و«تاريخ نيسابور»‏,‏ و«علوم الحديث»‏,‏ و«التفسير»‏,‏ و«المدخل»‏,‏ و« الإكليل»‏,‏ و«مناقب الشَّافعي» وغير ذلك‏.‏

ثمَّ أبو مُحمَّد عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشير بن مروان الأزدي حافظ مصر‏,‏ ولد في ذي القعدة‏,‏ سَنَة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة‏,‏ ومات بمصر في صفر لسبع خلون منه سَنَة تسع وأربع مئة‏.‏

له من المُصنَّفات‏:‏ «المؤتلف والمختلف» وغيره‏.‏

أبو نُعَيم أحْمَد بن عبد الله الأصْبَهَاني‏,‏ ولدَ سَنَة أرْبعٍ وثَلاثينَ وثلاث مئةٍ‏,‏ ومَاتَ في صَفَر سَنَة ثلاثين وأربع مِئة بأصْبَهان‏.‏ وبعدهم‏:‏ أبو عُمر بن عبد البَرِّ حَافظُ المَغْرب‏,‏ ولدَ في شَهْر رَبِيع الآخر سَنَة ثَمانٍ وستِّين وثلاث مئةٍ‏,‏ وتوفَّى بِشَاطبة فيه سَنَة ثَلاث وستِّين وأرْبَع مئة‏.‏

أبو نُعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسْحَاق بن موسى بن مهران الأصبهاني نسبة إلى أصْبَهان بفتح الهمزة وكسرها وفتح الباء‏,‏ ويُقَال بالفاء أيضًا أشْهر بلاد الجبال ولد في رجب سَنَة أربع وقِيلَ‏:‏ ست وثَلاثين وثلاث مئة‏,‏ ومات في يوم الاثنين‏,‏ الحادي والعشرين من صفر‏,‏ سَنَة ثلاثين وأربع مئة بأصبهان‏.‏

له من التَّصَانيف‏:‏ «الحِلْية»‏,‏ و«مَعْرفة الصَّحَابة»‏,‏ و«تاريخ أصْبَهان» و«دلائل النُّبوة»‏,‏ و«عُلوم الحديث»‏,‏ و«المُسْتخرج على البُخَاري»‏,‏ و«المُسْتخرج على مُسْلم»‏,‏ و«فضائل الصَّحَابة»‏,‏ و«صِفَة الجنَّة»‏,‏ و«الطِّب» وغيرها‏.‏

وبعدهُم أبو عُمر يُوسف بن عبد الله بن مُحمَّد بن عبد البر بن عاصم النُّمَيري القُرْطبي حافظ المَغْرب‏,‏ ولد في يوم الجُمُعة والخَطيبُ على المِنْبر‏,‏ لخمس بَقِينَ من شَهْر ربيع الآخر‏,‏ سَنَة ثَمَان وستِّين وثلاث مئة‏,‏ وتوفي بشاطبة وهي مَدينة بالأندلس‏,‏ في ليلة الجُمُعة‏,‏ سلخ ربيع الآخر سَنَة ثلاث وستين وأربع مئة‏.‏

له من التَّصانيف‏:‏ «التَّمْهيد في شرح المُوطأ»‏,‏ و«الاستذكار»‏,‏ ومُختصره‏,‏ و«التَّقَصي على المُوطأ»‏,‏ و«الاسْتِيعاب في الصَّحَابة» و«فضل العلم»‏,‏ و«قبائل الرُّواة»‏,‏ و«الشَّوَاهد في إثبات خبر الواحد»‏,‏ و«الكُنَى» و«المَغَازي»‏,‏ و«الأنْسَاب» وغير ذلك‏.‏

ثمَّ أبو بَكْر البَيْهقي‏,‏ ولدَ سَنَة أرْبَع وثَمَانين وثَلاث مئة‏,‏ ومَاتَ بنَيْسَابُور في جُمَادى الأولى سَنَة ثَمَان وخَمْسين وأربع مئة‏.‏ ثمَّ أبو بَكْر الخَطِيب البَغْدَادي‏,‏ ولدَ في جُمَادى الآخرة‏,‏ سَنَة إحْدَى وتِسْعين وثلاث مئة‏,‏ ومَاتَ ببغداد في ذي الحجَّة‏,‏ سَنَة ثلاث وستِّين وأربع مئة‏.‏

ثمَّ أبو بَكْر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن مُوسَى البَيْهقي نِسْبة إلى بَيْهق بفتح الموحَّدة والهاء بينهما تَحْتية ساكنة‏,‏ كَوْرة بنواحي نَيْسَابور وُلد في شعبان سَنَة أربع وثمانين وثلاث مئة‏,‏ ومَاتَ بنيسابور في عاشر جُمَادى الأولى‏,‏ سَنَة ثَمَان وخمسين وأربع مئة ونُقل تابوته إلى بَيْهق‏.‏

له من التَّصَانيف‏:‏ «السُّنن الكبرى» و«الصَّغْرى» و«المَعْرفة» و«المَبْسُوط» و«المَدْخل» و«شُعَب الإيمان» و«الأسْمَاء والصِّفات» و«البَعْث والنُّشور» و«الزُّهْد الكبير» و«الصَّغير» و«مَنَاقب الشَّافعي»‏,‏ و«الخِلافيات» و«الأدب» و«الاعتقاد» وغير ذلك‏.‏

ثمَّ أبو بَكْر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مَهْدي الخَطِيب البَغْدادي وُلدَ في يوم الخميس‏,‏ لستِّ بقين من جُمَادى الآخرة سَنَة إحْدَى وتسعين وثلاث مئة وقِيلَ‏:‏ اثنتين ومَاتَ ببغداد في سابع ذي الحجَّة سَنَة ثلاث وستِّين وأرْبَع مئة‏.‏

وله من التَّصَانيف‏:‏ «تاريخ بغداد»‏,‏ و«الجامع في أدب الرَّاوي والسَّامع»‏,‏ و«الكِفَاية في قَوَانين الرِّواية»‏,‏ و«الرِّحلة»‏,‏ و«تَلْخيص المُتَشابه»‏,‏ والذَّيل عليه و«الفَصْل للمُدْرج» و«المُبْهمات» وأشياء كثيرة جدًّا في الفن‏.‏

النَّوع الحَادي والستُّون‏:‏ مَعْرفةُ الثِّقَات والضُّعَفاء

هُوَ مِنْ أجلِّ الأنْوَاع‏,‏ فبهِ يُعْرفُ الصَّحيحُ والضَّعيفُ‏,‏ وفيهِ تَصَانيفُ كَثيرةٌ‏:‏ مِنْهَا مُفْردٌ في الضُّعفَاء‏,‏ ككتاب البُخَاري‏,‏ والنَّسَائي‏,‏ والعُقَيلي‏,‏ والدَّارقُطْني‏,‏ وغيرهَا‏,‏ وفي الثِّقاة‏:‏ «كالثِّقاة» لابن حبَّان‏,‏ ومُشْترك «كتاريخ» البُخَاري‏,‏ وابن أبي خَيْثمة‏,‏ وما أغْزَر فَوَائده‏,‏ وابنُ أبي حاتم وما أجَلهُ‏.‏

النَّوع الحادي والستون‏:‏ معرفة الثِّقات والضُّعفاء‏.‏

هو من أجلِّ الأنواع‏,‏ فبه يُعرف الصَّحيح والضَّعيف‏,‏ وفيه تَصَانيف كثيرة لأئمة الحديث‏.‏

منها‏:‏ مُفْرد في الضُّعفاء‏,‏ ككتاب البُخَاري‏,‏ والنَّسائي‏,‏ والعُقَيلي‏,‏ والدَّارقُطْني‏,‏ وغيرها ككتاب السَّاجي‏,‏ وابن حبَّان‏,‏ والأزدي‏,‏ و«الكامل» لابن عَدي‏,‏ إلاَّ أنَّه ذكر كل من تكلَّم فيه وإن كان ثقة‏,‏ وتبعهُ على ذلك الذَّهَبي في «الميزان»، إلاَّ أنَّه لم يذكر أحدًا من الصَّحَابة والأئمة المتبوعين‏,‏ وفاتهُ جَمَاعة ذيَّلهم عليه الحافظ أبو الفضل العِرَاقي في مجلد‏.‏

وعمل شيخ الإسلام «لسان الميزان» ضمَّنه «الميزان» وزوائد‏.‏

وللذَّهبي في هذا النَّوع «المُغْنى» كتاب صغير الحجم نافع جدًّا‏,‏ من جهة أنَّه يحكم على كل رجل بالأصح فيه بكلمة واحدة‏,‏ على إعْوَاز فيه سأجمعه إن شاء الله تعالى في ذيل عليه‏.‏

و منها‏:‏ مفرد في الثِّقاة‏,‏ «كالثِّقاة» لابن حبَّان ولابن شَاهين‏,‏ والعِجْلي وغيرهم‏.‏

و منها مشترك جمع فيه الثِّقات والضُّعفاء «كتاريخ» البُخَاري‏,‏ وابن أبي خَيْثمة‏,‏ وما أغزر فوائده‏,‏ و «الجرح والتعديل» تصنيف ابن أبي حاتم‏,‏ وما أجله و«طبقات» ابن سَعْد‏,‏ و«تمييز» النَّسَائي‏,‏ وغيرها‏.‏

وجُوِّزَ الجَرْحُ والتَّعْديلُ صِيَانةً للشَّرِيعة‏,‏ ويَجبُ على المُتكَلِّم فيه التَّثبُّت‏,‏ فقَدْ أخْطَأ غيرُ واحدٍ بِجَرْحِهِم بِمَا لا يُجْرح‏.‏

وجُوِّز الجَرْح والتَّعديل صيانة للشَّريعة وذبًّا عنها‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا‏}‏ ‏[‏الحجرات‏:‏ 6‏]‏‏.‏

وقال صلى الله عليه وسلم في التعديل‏:‏ «إنَّ عبد الله رَجُل صَالح»‏.‏

وفي الجَرْح‏:‏ « بئسَ أخُو العَشِيرة»‏.‏

وقال‏:‏ «حتَّى مَتَى تَرْعون عن ذِكْر الفَاجر‏,‏ اهتكوه يَحْذرهُ النَّاس»‏.‏

وتكلَّم في الرِّجَال جَمْع من الصَّحَابة والتَّابعين فمن بعدهم‏.‏

وأمَّا قول صالح جَزَرة‏:‏ أوَّل من تكلَّم في الرِّجَال‏:‏ شُعْبة‏,‏ ثمَّ تبعهُ يَحْيى بن سعيد القَطَّان‏,‏ ثمَّ أحمد‏,‏ وابن مَعِين‏.‏ فيعني أنَّه أوَّل من تصدَّى لذلك‏.‏

وقد قال أبو بَكْر بن خَلاَّد ليَحْيى بن سعيد‏:‏ أما تخشى أن يَكُون هؤلاء الَّذين تركت حديثهم خُصَماءك عند الله‏؟‏ فقال‏:‏ لأن يَكُونوا خُصَمائي‏,‏ أحب إليَّ من أن يَكُون خَصْمي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول‏:‏ لِمَ لَمْ تذب الكذب عن حديثي‏.‏

وقال أبو تُراب النَّخْشبي لأحمد بن حنبل‏:‏ لا تَغْتب العُلماء‏,‏ فقال له أحمد‏:‏ ويحك هذا نصيحة ليس هذا غيبة‏.‏

وقال بعض الصُّوفية لابن المُبَارك‏:‏ تَغْتاب‏؟‏ قال‏:‏ اسْكُت إذا لم نُبيِّن‏,‏ كيف نعرف الحق من الباطل‏.‏

ويجبُ على المُتكلِّم فيه التَّثبت فقد قال ابن دقيق العيد‏:‏ أعراض المُسلمين حفرة من النَّار‏,‏ وقف على شفيرها طائفتان من النَّاس المُحدِّثون والحُكَّام‏.‏

ومع ذلك فقد أخْطَأ غير واحد من الأئمة بجرحهم لبعض الثِّقات بما لا يجرح كما جرح النَّسَائي أحمد بن صالح المصري بقوله‏:‏ غير ثقة ولا مأمون‏,‏ وهو ثقة إمام حافظ‏,‏ احتجَّ به البُخَاري‏,‏ ووثَّقه الأكثرون‏.‏

قال الخليلي‏:‏ اتَّفق الحُفَّاظ على أنَّ كلام النَّسَائي فيه تَحَامُل‏,‏ ولا يقدح كلام أمثاله فيه‏.‏

قال ابن عدي‏:‏ وسبب كلام النَّسَائي فيه‏:‏ أنَّه حضرَ مَجْلسه فطردهُ‏,‏ فحملهُ ذلك على أن تكلَّم فيه‏.‏

قال ابن الصَّلاح‏:‏ وذلكَ لأنَّ عين السُّخْط تبدي مساوئ‏,‏ لها في البَاطن مَخَارج صحيحة‏,‏ تعمى عنها بحجاب السُّخْط‏,‏ لا أنَّ ذلك يقع منهم تعمدًا للقَدْح‏,‏ مع العلم ببُطْلانه‏.‏

وقال ابن يُونس‏:‏ لم يَكُن أحمد بن صالح كما قال النَّسَائي‏,‏ لم تَكُن له آفة غير الكبر‏.‏

وقد تكلَّم فيه ابن معين بما يُشير إلى ذلك فقال‏:‏ كذاب يتفلسف‏,‏ رأيتهُ يخطر في جامع مصر‏.‏ فنسبه إلى الفلسفة‏,‏ وأنَّه يخطر في مشيته‏,‏ ولعلَّ ابن مَعِين لا يدري ما الفلسفة‏,‏ فإنَّه ليس من أهلها‏.‏

وقال شيخ الإسلام‏:‏ إنَّما ضعَّف ابن معين أحمد بن صالح الشمومي‏,‏ لا المصري المُتكلَّم عليه هنا‏.‏

قال ابن دقيق‏:‏ والوجُوه الَّتي تدخل الآفة منها خمسة‏:‏

أحدها‏:‏ الهوى والغرض‏,‏ وهو شَرها‏,‏ وهو في تاريخ المتأخِّرين كثير‏.‏

الثَّاني‏:‏ المُخَالفة في العقائد‏.‏

الثَّالث‏:‏ الاختلاف بين المُتصوفة وأهل علم الظَّاهر‏.‏

الرَّابع‏:‏ الكلام بسبب الجَهْل بمراتب العُلوم‏,‏ وأكثر ذلك في المتأخِّرين‏,‏ لاشتغالهم بعلوم الأوائل وفيها الحق‏:‏ كالحساب‏,‏ والهندسة‏,‏ والطب‏,‏ والباطل‏:‏ كالطَّبيعي وكثير من الإلهي‏,‏ وأحكام النجوم‏.‏

الخامس‏:‏ الأخذ بالتوهم مع عدم الوَرَع‏.‏

وقد عقد ابن عبد البر في كتاب «العلم» بابًا لكلام الأقْرَان المُتعاصرين في بعضهم‏,‏ ورأى أنَّ أهل العلم لا يقبل جرحهم إلاَّ ببيان واضح‏.‏

وتَقَدَّمت أحْكَامه في الثَّالث والعِشْرين‏.‏

وتقدَّمت أحكامه في النَّوع الثَّالث والعشرين فأغنى عن إعادتها هنا‏.‏

فائدتان‏:‏

الأولى‏:‏ قال في «الاقتراح»‏:‏ تعرف ثقة الرَّاوي بالتنصيص عليه من رواته‏,‏ أو ذكره في تاريخ الثِّقات‏,‏ أو تخريج أحد الشَّيخين له في الصَّحيح‏,‏ وإن تُكلِّم في بعض من خرج له‏,‏ فلا يُلتفت إليه‏,‏ أو تخريج من اشترط الصحَّة له‏,‏ أو من خرج على كتب الشَّيخين‏.‏

الثَّانية‏:‏ قال الحاكم في «المَدْخل»‏:‏ المَجْروحون على عشرة طبقات‏:‏

الأولى‏:‏ قومٌ وضَعُوا الحديث‏.‏

الثانية‏:‏ قومٌ قلبوهُ‏,‏ فوضعوا لأحاديث أسانيد غير أسانيدها‏.‏

الثالثة‏:‏ قومٌ حملهم الشَّره على الرِّواية عن قوم لم يُدركوهم‏.‏

الرَّابعة‏:‏ قومٌ عمدُوا إلى الموقوفات فرفعوها‏.‏

الخَامسة‏:‏ قومٌ عمدُوا إلى المَرَاسيل فوصلوها‏.‏

السَّادسة‏:‏ قومٌ غلب عليهم الصَّلاح‏,‏ فلم يتفرَّغوا لضبط الحديث‏,‏ فدخل عليهم الوَهْم‏.‏

السَّابعة‏:‏ قومٌ سمعُوا من شُيوخ‏,‏ ثمَّ حدَّثوا عنهم بما لم يسمعوا‏.‏

الثَّامنة‏:‏ قومٌ سمعُوا كُتبًا‏,‏ ثمَّ حدَّثوا من غير أُصول سماعهم‏.‏

التَّاسعة‏:‏ قومٌ جيء لهم بكتب ليُحدِّثوا بها‏,‏ فأجَابُوا من غير أن يدروا أنَّها سماعهم‏.‏

العاشرة‏:‏ قومٌ تلفت كُتبهم‏,‏ فحدَّثوا من حفظهم على التَّخمين‏,‏ كابن لَهِيعة‏.‏